تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٢ - الصفحة ٣٥٧
من غير تنقيص وقد علق التوفية على نفس العمل إذ قيل ما عملت فأفيد ان الذي أعطيته نفس العمل من غير أن يتصرف فيه بتغيير أو تعويض وفيه كمال العدل حيث لم يضف إلى ما استحقته شئ ولا نقص منه ولذلك عقبه بقوله وهم لا يظلمون ففي الآية إشارة اولا إلى أن نفسا لا تدافع يوم القيامة ولا تجادل عن غيرها بل انما تشتغل بنفسها لا فراغ لها لغيرها كما قال: " يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا " الدخان - 41 وقال: " يوم لا ينفع مال ولا بنون " الشعراء - 88 وقال: " يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة " البقرة: 254.
وثانيا إلى أن الجدال لا ينفعها في صرف ما استحقتها من الجزاء شيئا فان الذي تجزاه هو عين ما عملت ولا سبيل إلى تغيير هذه النسبة وليس من الظلم في شئ.
(بحث روائي) في الدر المنثور اخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال ": لما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان يهاجر إلى المدينة قال لأصحابه - تفرقوا عنى فمن كانت به قوة فليتأخر إلى آخر الليل - ومن لم تكن به قوة فليذهب في أول الليل - فإذا سمعتم بي قد استقرت بي الأرض فالحقوا بي.
فأصبح بلال المؤذن وخباب وعمار - وجاريه من قريش كانت أسلمت فأصبحوا بمكة فاخذهم المشركون وأبو جهل فعرضوا على بلال - ان يكفر فأبى فجعلوا يضعون درعا من حديد في الشمس - ثم يلبسونها إياه فإذا ألبسوها إياه قال أحد أحد واما خباب فجعلوا يجرونه في الشوك - واما عمار فقال لهم كلمة أعجبتهم تقية - واما الجارية فوتد لها أبو جهل أربعة أوتاد ثم مدها فادخل الحربة في قلبها حتى قتلها ثم خلوا عن بلال وخباب وعمار فلحقوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - فاخبروه بالذي (كان) من أمرهم واشتد على عمار الذي كان تكلم به فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - كيف كان قلبك حين قلت الذي قلت؟ أكان منشرحا بالذي قلت أم لا؟ قال لا قال - وانزل الله الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان.
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»
الفهرست