تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٢ - الصفحة ٣٥٠
يأمركم الا بمكارم الأخلاق وأتيت الوليد بن المغيرة وقرأت عليه هذه الآية فقال:
ان كان محمد قاله فنعم ما قال وان قاله ربه فنعم ما قال. قال فأنزل الله:
" أفرأيت الذي تولى واعطى قليلا وأكدى " الحديث.
وفيه عن عكرمة قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية على الوليد بن المغيرة فقال يا بن اخى أعد فأعاد فقال إن له لحلاوة وان له لطلاوة وان أعلاه لمثمر وان أسفله لمعذق وما هو قول البشر.
وفي تفسير القمي باسناده عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق عليه السلام في الآية ليس لله في عباده أمر الا العدل والاحسان.
وفي تفسير البرهان عن ابن بابويه باسناده عن عمرو بن عثمان قال خرج علي عليه السلام على أصحابه وهم يتذاكرون المروءة فقال أين أنتم من كتاب الله؟ قالوا يا أمير المؤمنين في أي موضع؟ فقال في قوله عز وجل: " ان الله يأمر بالعدل والاحسان " فالعدل الانصاف والاحسان التفضل.
أقول ورواه العياشي عن عمرو بن عثمان العاصي عنه عليه السلام ورواه في الدر المنثور عن ابن النجار في تاريخه من طريق العكلي عن أبيه عنه عليه السلام ولفظه مر علي بن أبي طالب بقوم يتحدثون فقال فيم أنتم؟ فقالوا نتذاكر المروءة فقال أو ما كفاكم الله عز وجل ذاك في كتابه إذ يقول الله إن الله يأمر بالعدل والاحسان فالعدل الانصاف والاحسان التفضل.
أقول وقد ورد في عدة روايات تفسير العدل بالتوحيد أو بالشهادتين وتفسير الاحسان بالولاية وفي أخرى ارجاع تحريم نقض العهد بوجوب الثبات على الولاية.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة الآية قال قال عليه السلام: القنوع وفي المعاني باسناده عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل له ان ابا الخطاب يذكر عنك انك قلت - إذا عرفت الحق فاعمل بما شئت فقال لعن الله ابا الخطاب والله ما قلت هكذا - ولكني قلت له إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل منك - ان الله عز وجل يقول من عمل صالحا من
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»
الفهرست