هلاك الانسانية قوله تعالى: " ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا في السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون " عطف على موضع الجملة السابقة والمعنى يكفرون بنعمة الله ويعبدون من دون الله ما لا يملك الخ.
وقد ذكروا ان رزقا مصدر وشيئا مفعوله والمعنى لا يملك لهم أن يرزق شيئا وقيل الرزق بمعنى المرزوق وشيئا بدل منه وقيل إن شيئا مفعول مطلق والتقدير لا يملك شيئا من الملك وخير الوجوه أوسطها.
ويمكن ان يقال في السماوات والأرض شيئا بدل من رزقا وهو من بدل الكل من البعض يفيد معنى الاضراب والترقي والمعنى ويعبدون ما لا يملك لهم رزقا بل لا يملك لهم في السماوات والأرض شيئا.
وقوله ولا يستطيعون أي ولا يستطيعون ان يملكوا رزقا وشيئا ويمكن أن يكون منسى المتعلق جاريا مجرى اللازم أي ولا استطاعة لهم أصلا.
وقد اجتمع في الآية رعاية الاعتبارين في الأصنام فإنها من جهة انها معمولة من حجر أو خشب أو ذهب أو فضة غير عاقلة وبهذا الاعتبار قيل ما لا يملك الخ ومن جهة انهم يعدونها آلهة دون الله ويعبدونها والعبادة لا تكون الا لعاقل منسلكة على زعمهم في سلك العقلاء وبهذا الاعتبار قيل ولا يستطيعون.
وفي الآية رجوع إلى التخلص لبيان الغرض من تعداد النعم وهو التوحيد واثبات النبوة بمعنى التشريع والمعاد يجرى ذلك إلى تمام أربع آيات ينهى في اولاها عن ضربهم الأمثال لله سبحانه ويضرب في الثانية مثل تبين به وحدانيته تعالى في ربوبيته وفي الثالثة مثل يتبين به أمر النبوة والتشريع ويتعرض في الرابعة لأمر المعاد.
قوله تعالى: " فلا تضربوا لله الأمثال ان الله يعلم وأنتم لا تعلمون " الظاهر السابق إلى الذهن ان المراد بضرب الأمثال التوصيف المصطلح عليه بالاستعارة التمثيلية وهى اجراء الأوصاف عليه تعالى بضرب من التشبيه كقولهم ان له بنات كالانسان وان الملائكة بناته وان بينه وبين الجنة نسبا وصهرا وانه كيف يحيى العظام وهى