كفو ومثل البتة.
وتصرح (1) بأن الحق أن لا يعبد غيره تعالى ولا يتقرب إلى غيره بقربان بل الحري بالعبادة هو وحده لا شريك له.
وتصرح (2) كثيرا بالقيامة وأنه الاجل الذي ينتهى إليه الخلقة، وتصف ثواب الأعمال وعقابها بعد الموت بما لا يأبى الانطباق على البرزخ من دون أن يتعين حمله على التناسخ.
ولا خبر في هذه الأبحاث الإلهية الموردة فيها عن الأوثان والأصنام وتوجيه العبادات وتقديم القرابين إليها.
وهذه التي نقلناها من (أوبانيشاد) - وما تركناه أكثر - حقائق سامية ومعارف حقة تطمئن إليها الفطرة الانسانية السليمة، وهى - كما ترى - تنفى جميع أصول الوثنية الموردة في أول البحث.
والذي يهدى إليه عميق النظر أنها كانت حقائق عالية كشفها آحاد من أهل ولاية الله ثم أخبروا بما وجدوا بعض تلامذتهم الآخذين منهم غير أنهم تكلموا غالبا بالرمز واستعملوا في تعاليمهم الأمثال.
ثم جعل ما أخذ من هؤلاء أساسا تبتنى عليه سنة الحياة التي هي الدين المجتمع عليه عامة الناس، وهى معارف دقيقة لا يحتملها إلا الآحاد من أهل المعرفة لارتفاع سطحها عن الحس والخيال اللذين هما حظ العامة من الادراك وكمال صعوبة إدراكها على العقول الراجلة غير المتدربة في المعارف الحقة.
واختصاص نيلها بالأقلين من الناس وحرمان الأكثرين من ذلك وهى دين إنساني أول المحذور فإن الفطرة أنشأت العالم الانساني مغروزة على الاجتماع المدني، وانفصال بعضهم عن بعض في سنة الحياة وهى الدين إلغاء لسنة الفطرة وطريقة الخلقة.
على أن في ذلك تركا لطريق العقل وهو أحد الطرق الثلاث: الوحي والكشف