حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين - 52.
وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين - 53. وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم - 54.
وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين - 55. (بيان) احتجاجات متنوعة على المشركين في أمر التوحيد وآية النبوة.
قوله تعالى: (وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر) إلى آخر الآية، تحضيض منهم على تنزيل الآية بداعي تعجيز النبي صلى الله عليه وآله، ولما صدر هذا القول منهم وبين أيديهم أفضل الآيات أعني القرآن الكريم الذي كان ينزل عليهم سورة سورة وآية آية، ويتلى عليهم حينا بعد حين تعين أن الآية التي كانوا يقترحونها بقولهم: (لولا نزل عليه آية من ربه هي آية غير القرآن، وأنهم كانوا لا يعدونه آية تقنعهم وترتضيه نفوسهم بما لها من المجازفات والتهوسات.
وقد حملهم التعصب لآلهتهم أن ينقطعوا عن الله سبحانه كأنه ليس بربهم، فقالوا:
(لولا نزل عليه آية من ربه) ولم يقولوا: من ربنا أو من الله ونحوهما إزراء بأمره وتأكيدا في تعجيزه أي لو كان ما يدعيه ويدعو إليه حقا فليغر له ربه الذي يدعو إليه ولينصره ولينزل عليه آية تدل على حقية دعواه.
والذي بعثهم إلى هذا الاقتراح جهلهم بأمرين: أحدهما: أن الوثنية يرون لآلهتهم استقلالا في الأمور المرجوعة إليهم في الكون مع ما يدعون لهم من مقام