طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليه السلام أن ما أوعده الله في الآية من العذاب النازل من فوقهم ومن تحت أرجلهم أعني الصيحة والخسف سيقع على هذه الأمة، وأما لبسهم شيعا وإذاقة بعضهم بأس بعض فوقوعه مفروغ عنه.
وقد روى السيوطي في الدر المنثور وابن كثير في تفسيره أخبارا كثيره دالة على أنه لما نزلت الآية: (قل هو القادر على أن يبعث عليكم) إلى آخرها استعاذ النبي صلى الله عليه وآله إلى ربه ودعاه أن لا يعذب أمته بما أوعدهم من أنواع العذاب فأجابه ربه إلى بعضها ولم يجبه إلى بعض آخر وهو أن لا يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم بأس بعض.
وهذه الروايات - على كثرتها - وإن اشتملت على القوية والضعيفة من حيث أسنادها موهونة جميعا بمخالفتها لظاهر الآية فإن قوله تعالى في الآيتين التاليتين: (وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل، لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون) تهديد صريح بالوقوع وقد نزلت الآيات - وهى من سورة الأنعام - دفعة وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله أن يبلغ ذلك أمته ولو كان هناك بداء برفع البلاء لكان من الواجب أن نجده في كلامه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وليس من ذلك أثر بل الامر على خلافه كما تقدم في البيان السابق أن عده من آيات القرآن الكريم تؤيد هذه الآيات في مضمونها كالتي في سورة يونس والروم وغيرهما.
على أنها تعارض روايات أخر كثيرة من طرق الفريقين دالة على وقوع ذلك ونزوله على الأمة في مستقبل الزمان.
على أن هذه الروايات - على كثرتها واتفاق كثير منها في إن النبي صلى السلام إنما دعا بهذه المسائل عقيب نزول هذه الآية: (قل هو القادر على أن يبعث) الآية - لا تتفق لا في عدد المسائل ففي بعضها أنها كانت ثلاثا وفي بعضها أنها كانت أربعا، ولا في عدد ما أجيب إليه ففي بعضها أنه كان واحدا وفي بعضها أنه كان اثنين، ولا في نفس المسائل ففي بعضها أنها كانت هي الرجم من السماء والغرق من الأرض وأن لا يلبسهم شيعا وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض، وفي بعضها أنها الغرق والسنة وجعل بأسهم بينهم وفي، بعضها أنها السنة العام. وأن يسلط عليهم عدوا من غيرهم وأن يذيق بعضهم بأس بعض، وفي بعضها أن المسائل هي أن لا يجمع أمته على ضلاله وأن لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم وأن