للآيات بالوقائع التي كانت في زمنه صلى الله عليه وآله. ولا سيما بالنظر إلى شيوع الوضع والدس في هذه الروايات والضعف الذي فيها وما سامح به القدماء في أخذها ونقلها.
وقد روى في الدر المنثور عن الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن عمر بن عبد الله ابن المهاجر أن الآية نزلت في اقتراح بعض الناس أن يطرد النبي صلى الله عليه وآله الضعفاء من أصحاب الصفة عن نفسه في نظير من القصة، ويضعفه ما تقدم في نظيره أن السورة إنما نزلت دفعة وفي مكة قبل الهجرة.
وفي تفسير العياشي عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رحم الله عبدا تاب إلى الله قبل الموت فإن التوبة مطهرة من دنس الخطيئة ومنقذة من شقاء الهلكة فرض الله بها على نفسه لعباده الصالحين فقال: كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوء بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم، ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله توابا رحيما.
وفي تفسير البرهان روى عن ابن عباس في قوله تعالى: وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا الآية نزلت في علي وحمزة وزيد.
أقول: وفي عدة من الروايات أن الآيات السابقة نزلت في أعداء آل البيت عليهم السلام والظاهر أنها جميعا من قبيل الجرى والتطبيق أو الاخذ بباطن المعنى فإن نزول السورة بمكة دفعة يأبى أن يجعل أمثال هذه الروايات من أسباب النزول ولذلك طوينا عن إيرادها، والله أعلم.
* * * قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين - 56. قل إني على بينة من ربى و كذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين - 57. قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضى الامر بيني