عند العقل أن تشتمل العقيدة الحقة على أمر يبطله العقل ويحيله وهل هذا إلا تناقض صريح.
نعم يمكن أن يشتمل الدين على ممكن يخرق العادة الجارية والسنة الطبيعية القائمة وأما المحال الذاتي فلا البتة.
وهذا الطريق المذكور من البحث هو الذي أوجب وقوع الخلاف والمشاجرة بين الباحثين المتفكرين منهم في أوائل انتشار صيت النصرانية وانكباب المحصلين على الأبحاث المذهبية في مدارس الروم والإسكندرية وغيرهما.
فكانت الكنيسة تزيد كل يوم في مراقبتها لوحدة الكلمة وتهيئ مجمعا مشكلا عند ظهور كل قول حديث وبدعة جديدة من البطارقة والأساقفة لاقناعهم بالمذهب العام وتكفيرهم ونفيهم وطردهم وقتلهم إذا لم يقنعوا.
وأول مجمع عقدوه مجمع نيقية لما قال أريوس إن أقنوم الابن غير مساو لاقنوم الأب وان القديم هو الله والمسيح مخلوق.
اجتمعت البطارقة والمطارفة؟ والأساقفة في قسطنطينية بمحضر من القيصر كنستانتين وكانوا ثلاث مأة وثلاثة عشر رجلا واتفقوا على هذه الكلمة نؤمن بالله الواحد الأب مالك كل شئ وصانع ما يرى وما لا يرى وبالابن الواحد يسوع المسيح ابن الله الواحد بكر الخلائق كلها وليس بمصنوع إله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي بيده أتقنت العوالم وكل شئ الذي من أجلنا ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من روح القدس وولد من مريم البتول وصلب أيام فيلاطوس ودفن ثم قام في اليوم الثالث وصعد إلى السماء وجلس عن يمين أبيه وهو مستعد للمجئ تارة أخرى للقضاء بين الأموات والاحياء ونؤمن بروح القدس الواحد روح الحق الذي يخرج من أبيه وبمعمودية (1) واحدة لغفران الخطايا وبجماعة واحدة قدسية