فأخذ بيد علي والحسن والحسين وفاطمة ثم خرج ورفع كفه إلى السماء وفرج بين أصابعه ودعاهم إلى المباهلة قال وقال أبو جعفر عليهما السلام وكذلك المباهلة يشبك يده في يده يرفعهما إلى السماء فلما رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه والله لئن كان نبيا لنهلكن وإن كان غير نبي كفانا قومه فكفا وانصرفا.
أقول وهذا المعنى أو ما يقرب منه مروي في روايات أخر من طرق الشيعة وفي جميعها أن الذين أتى بهم النبي صلى الله عليه وآله للمباهلة هم علي وفاطمة والحسنان فقد رواه الشيخ في أماليه بإسناده عن عامر بن سعد عن أبيه ورواه أيضا فيه بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير عن الصادق عليه السلام ورواه فيه أيضا بإسناده عن سالم ابن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر رضوان الله عليه ورواه أيضا فيه بإسناده عن ربيعة ابن ناجد عن علي عليه السلام ورواه المفيد في كتاب الاختصاص بإسناده عن محمد بن الزبرقان عن موسى بن جعفر عليهما السلام ورواه أيضا فيه عن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جده ورواه العياشي في تفسيره عن محمد بن سعيد الأردني عن موسى بن محمد بن الرضا عن أخيه ورواه أيضا عن أبي جعفر الأحول عن الصادق عليه السلام ورواه أيضا فيه في رواية أخرى عن الأحول عنه عليه السلام وعن المنذر عن علي عليه السلام ورواه أيضا فيه بإسناده عن عامر بن سعد ورواه الفرات في تفسيره معنعنا عن أبي جعفر وعن أبي رافع والشعبي وعلي عليه السلام وشهر بن حوشب ورواه في روضة الواعظين وفي إعلام الورى وفي الخرائج وغيرها.
وفي تفسير الثعلبي عن مجاهد والكلبي: أنه صلى الله عليه وآله لما دعاهم إلى المباهلة قالوا: حتى نرجع وننظر فلما تخالوا قالوا للعاقب - وكان ذا رأيهم يا عبد المسيح ما ترى؟ فقال والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم والله ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ولئن فعلتم لنهلكن فإن أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم.
فأتوا رسول الله وقد غدا محتضنا بالحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمنوا فقال أسقف نجران يا معشر النصارى إني لارى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لازاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا