من عود الخشب وبالعكس في المقامين والتقويم في الألف مطلوب والتعويج في الدال مرغوب ابروى تو كر راست بدى كج بودى كل ذلك على طبق استدعاء لسان قابلية مهيته وسؤال عينه الثابت الكائن في شيئيته وهو تعالى يوضع كل وجود موضعه ويعطى كل ذي حق حقه والحاصل ان للمهيات أكوانا سابقة وبرزات في نشأت علمية كما مر وهي مواطن بروز ذاتياتها وقابلياتها وبها تستقيم اسؤلة؟؟ السنة حالاتها وهي المسماة عند الحكماء بالأذهان العالية وذلك البروز كظهور مصنوعات الصناع المبتكرين والمهندسين بمهياتها قبل وجوداتها في أذهانهم وأيضا كاسئولة المواد باستعداداتها في هذا العالم مقبولاتها وتعيين كل منها صورتها إذ الصورة في تعينها وتشكلها محتاجة إلى المادة لئلا يلزم التخصيص بلا مخصص على الفاعل الحكيم المتساوي النسبة إلى الكل فمادة الحنظل يطلب نفسها المرارة ومادة قصب السكر يرغب ويحب ذاتها الحلاوة وقس عليه فلا غرو ان يقرع سمعك ان مهية الشيطان في علم الأزل استدعت الشقاوة ومهية الملك هناك استدعت السعادة وهكذا المهيات الأخر والمهيات غير مجعولة بالجعل التركيبي بل ولا بالجعل البسيط الا بالعرض كما حقق في موضعه فالجاعل ما جعل الشيطان شيطانا لاستلزامه سلب الشئ عن نفسه بل جعله موجودا ولهذا ورد في الآثار السعيد سعيد في الأزل والشقي شقى لم يزل وأيضا السعيد سعيد في بطن امه والشقي شقى في بطن امه إذا جعل بطن الام أم الكتاب وام الأقلام ونحو هما وإذا جعل البطن الكمون في استعداد المواد كان كما في باب التنظير بالمواد الذي ذكرنا في تعيين الصورة وإذا جعل الحياة العنصرية الدنيوية باعتبار تخمير الطينة أي الملكات العلمية والعملية لان طينتنا وان خمرت وفرغ عنه بالنسبة إلى الله تعالى كما ورد جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيمة لكن بالنسبة إلينا ونحن زمانيون تخمر شيئا فشيئا وآنا فآنا من عليين الذي هو الملكات الحميدة أو من سجين الذي هو الملكات الرذيلة كما سئل عنه (ع) أنحن في أمر فرغ أم في أمر مستأنف فقال في أمر فرغ وفى أمر مستأنف فالموضوعان السعيد والشقي الأخرويان كما قال تعالى يوم يأتي لا تكلم نفس الا باذنه فمنهم شقى وسعيد ان قلت هذا فيما سوى هذا الوجه ينافى قوله (ع) كل مولود يولد على فطرة الاسلام الا ان أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه قلت كل مولود يولد على الفطرة روحا وصورة بالجهة النورانية والسعيد
(٨٤)