الديدان والتلويث بالتربان والا فان اجتمع في نفسه وتوحد في قواه وتفرد في عزايمه المتشتتة بحيث كان همه واحدا واوراده وردا واحدا وكان في خدمة الله سرمدا نفذت همته كما قال (ع) يد الله مع الجماعة وقدرته نافذة وقال علي (ع) دواؤك فيك وما تبصر وداؤك منك وما تشعر وفى الحديث القدسي يا بن ادم خلقتك للبقاء وانا حي لا أموت أطعني فيما امرتك وانته عما نهيتك أجعلك مثلي حيا لا تموت وورد عن النبي الختمي صلى الله عليه وآله في صفة أهل الجنة انه يأتي إليهم الملك فإذا دخل عليهم ناو لهم كتابا من عند الله بعد ان يسلم عليهم من الله فاذن في الكتاب من الحي القيوم الذي لا يموت إلى الحي القيوم الذي لا يموت إما بعد فانى أقول للشئ كن فيكون وقد جعلتك اليوم تقول للشئ كن فيكون والمراد من المثلية المثالية والتخلق باخلاق الله ليس كمثله شئ وله المثل الاعلى وقوله (ع) من الحي القيوم هذا على دأب العرب في مكاتباتهم فيكتبون في أول المراسلة من محمد بن علي إلى علي بن أحمد مثلا ثم المراد من الثاني الحي بحيوة الأول والقيوم بقيوميته لا الذي يكون شيئا بحيال نفسه إذ لا تشريك في أمر الله الواحد القهار قوله تعالى تقول للشيئ كن فيكون بل قبل موتك الطبيعي لو بدل وجودك الكوني إلى وجودك الامرى وخرجت من ذل كن بان تترقى من مقام يكون إلى نفس كن لأعطيت التصرف ولحصل لك مقام كن فان العارف أصناف فمن عارف عالم بالحقايق فحسب ومن عارف متصرف في المواد خاصة مظهر للقدرة وليس له العلم التفصيلي بالحقايق ومن عارف ذي الرياستين عالم متصرف معاله السيدودة العظمى لكن الكل بإذن الله ليس له من الامر شئ فاجعل اللهم صباحي هذا نازلا على بضياء الهدى والسلامة في الدين والدنيا هذا بدل من صباحي والباء في ضياء للمصاحبة واصل الدين الجزاء كما يق كما تدين تدان وقول الشاعر ولما أصبح الشر فامسى وهو عريان * ولم يبق سوى العدوان دناهم كما دانوا ثم يعبر به عن الايمان والطاعة المستحق بهما الجزاء كما قال سبحانه في دين الملك أي في طاعته والدنيا مؤنث أدنى من الدنو أو الدناءة أي الدار التي لها زيادة قرب إلينا بالنسبة إلى الآخرة من حيث انا دنيويون وحسيون وطبيعيون ومن هنا فالعلم عبادي الوجود علم ما بعد الطبيعة أو لها دناءة بالنسبة إلى الآخرة ثم قد يراد به الحياة الطبيعية وهو المراد ههنا وقد يراد به حدود الأشياء
(٨٠)