شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٧٣
ومنها ان كل موجود يحب الوجود ولهذا مهما تغرز إبرة على نملة تنقبض وتهرب خوفا من العدم ويحب الفردانية كما قال تعالى كل حزب بما لديهم فرحون ويطلب مظهرية من ليس كمثله شئ وكذا يحب الحياة والعلم والقدرة والغناء وغيرها من توابع الوجود والوجود وتوابعه من الله وبه واليه ولذا قال بعض الحكماء لابد ان يكون في الوجود وجود بالذات وفى العلم علم بالذات وفى الإرادة إرادة بالذات حتى تكون هذه في شئ لا بالذات وكل طالب يطلب شيئا اخر فذلك الأخر من جهته النورانية يطلب وهي وجه الله ونور الله ففي الحقيقة هو المطلوب ولكن أكثر هم لا يشعرون والمزية بالاستشعار والفضل لاولى الأيدي والابصار ومنها ان الحركة في الأجسام والجسمانيات معلومة مشاهدة جوهرية أو عرضية كيفية أو كمية أو ضعية أو أينية وفى النفوس أيضا مكشوفة تجوهرا أو تكيفا في الحالات والملكات والحركة طلب طبيعي أو نفساني والطلب لابد له من مطلوب ومطلوب كل الأجسام الفلكية هو العقول ومعشوق العقول هو الله ومطلوب جميع الأجسام العنصرية بسايطها ومركباتها معدنا كانت أو نباتا أو حيوانا هو الانسان فيطوفون حول هذه الكعبة المقصودة ويفدون أنفسهم ويقربون له قربانا كما مر ثم الاناس مطلوب كل دان منهم عاليهم ومطلوب كل عال أعلى منه وهكذا إلى ربهم الاعلى فإنك ترى طالب العلم الرسمي يرجو ان ينال طرفا من علم الأدب فإذا نال يريد ان يبلغ كماله وإذا بلغ يشتاق ان يصير فقيها عالما بالفروع وإذا صار يحب ان يكون متكلما عالما بالأصول وإذا كان يطلب ان يعلم حكمة المشائية وإذا علم يتخطى في الاشراق والتأله وإذا تأله يقصد ان يتوغل في التأله وإذا توغل يعشق التمكن في مقام حق اليقين فالكل متواجدون في عشق جماله ولولاه لجاز الوقوف على مرتبة من المراتب واطمأنوا بمطلب من المطالب وليس كك الا بذكر الله تطمئن القلوب إلهي هذه أزمة نفسي عقلتها بعقال مشيتك أزمة جمع زمام وهو مقود الدابة وعقل البعير شد ذراعه بكتفه والعقال ما به يشد وهذه من باب الاستعارات والمقص الرضا والتسليم عند مشية الله النافذة والتسخر بحول الله وقوته والمشية والإرادة والرضا والمحبة والعشق والميل والابتهاج ونحوها واحدة وللناس فيما يعشقون مذاهب وبين المشية والإرادة فرق باعتبارين أحدهما ان المشية بالنسبة إلى شيئية الشئ أي مهيته والإرادة بالنسبة إلى وجوده وثانيهما ان المشية كلية بخلاف الإرادة فميلك الكلى إلى الحج مشيتك وميلك إلى منازله المخصوصة وخطواتك
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»