شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٨٧
لا يستلزم ان تحمل عليها حملا شايعا بيدك الخير الخير ما يتشوقه كل شئ ويتم به قسطه من الكمال سواء كان كماله الأول أو كماله الثاني وبعبارة أخرى بحسب ضرورياته وفرايضه أو بحسب متمماته ونوافله كما أن الشر فقد ذات الشئ أو فقد كماله فالخير هو الوجود والوجود هو الخير والشر هو العدم والعدم هو الشر فلا تتوهمن ان مفهوم قوله بيدك الخير ان الشر بيد مبدء اخر شرير كما يقول الثنوى ان خيرات العالم مبدئها يزدان ولا يليق بوجوده الخير الا الخير والشرور مبدئها أهر من الشرير وفى دعاء الافتتاح الخير بيديك والشر ليس إليك وذلك لأنا نقول في دفع توهمك ان الشر لما كان عدم ذات أو عدم كمال ذات لم يفتقر إلى مبدء موجود ولما تقرر عند محققي أرباب العلوم الحقيقية ان المجعول والفايض بالذات عن الجاعل الحق تعالى هو الوجود ومطلق الوجود كان خيرا تحقق ان مطلق الخير بيده الخيرة وان الوجود بقول مطلق فيضه وسيبه ولكون حقيقة الوجود نورا وفعلية وخيرا كان لها السخية مع حقيقة الوجوب الخير السلام بل حيثية الوجود كاشفة عن حيثية الوجوب فصلحت للصدور عن المبدء الواجب الوجود الواحد الاحد أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار والمهية حيث إنها لا خير ولا شر ليست مجعولة الا بالعرض وبذاتها لا مجعولة ولا لا مجعولة هذا مع أنه اردف بقوله تعالى بلا فصل انك على كل شئ قدير فلا مجال لذلك التوهم ثم الخير إما نفسي واما اضافي والإضافي إما طولى واما عرضي والكل بيد الله المباركة إما النفسي فهو ان كل موجود بما هو موجود فهو في نفسه خير ووجود لمهيته خير ملايم مع قطع النظر عن مقايسته إلى الأغيار حيث إن ذلك الوجود طرد العدم عن تلك المهية وهو اللايق بها المترقب عنها لا غيره واما الإضافي الطولى فهو عند مقايسته إلى علته وان كل معلول ملايم لعلته حتى ينتهى إلى القلم الاعلى لخالق اللوح والقلم المصور كل مهية ومادة بما يليق بهما ولا شك انه بهذا النظر خير أي شئ كان وكيفما كان لا جور في مشيته ولا حيف في قلمه ن والقلم وما يسطرون كتاب أحكمت آياته ثم فصلت بنزد انكه جانش در تجلى است * همه عالم كتاب حق تعالى است والعوالم مظاهر أسمائه الحسنى ومجالى صفاته العليا واما الإضافي العرضي فهو عند مقايسته إلى ما في عرضه من المعاليل الأخرى المكافئة له من الأمور المنتفعة به وهي أكثر بكثير من الأشياء المستنصرة به وما في الدعاء ان الشر ليس إليك انما هو لكون الشر عدما فليؤخذ الفقرة سالبة بسيطة لا موجبة سالبة المحمول وقولنا الخير هو الوجود والوجود هو الخير وكذا في جانب الشر ليس من باب انعكاس الموجبة الكلية
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»