فالعدل والشفقة عليه منعه إياه لأنا نقول هذا التولي والتوجيه الذي كلامنا فيه أمر ذاتي لا يحكم عليه بالخير والشر بل هو قبلهما لان ما يختاره السفيه انما يعد شرا بالقياس إليه لأنه مناف لذاته بعد وجوده فلذاته اقتضاء أول متعلق بنقيض هذه السفاهة فذلك هو الذي أوجب ان يسمى ذلك شرا بالقياس إليه واما الاقتضاء الأول الذي كلامنا فيه فلا يمكن وصفه بالشر لأنه لم يكن قبله اقتضاء يكون هذا بخلافه فيوصف بأنه شر بل هو الاقتضاء الذي جعل الخير خيرا لان الخير لشئ ليس الا ما يقتضيه ذاته والتولي الذي كلامنا فيه هو الاستدعاء الذاتي الأزلي والسؤال الوجودي الفطري الذي يسئله الذات المطيعة السامعة لقول كن وقوله كن ليس أمر قسر وقهر لان الله عز وجل غنى عن العالمين فكأنه قال لربه أئذن لي ان ادخل في عدلك وهو الوجود فقال الله تعالى كن فان قيل أين للمعدوم لسان يسئل به فالجواب ان لكل موجود قبل وجوده الظهوري أطوار من الكون وللأشياء مواطن ومكامن أشار صلى الله عليه وآله إلى بعضها بقوله ان الله خلق الخلق في ظلمة ولعلها المشار إليها بالنون والنون الدواه والدواة مجمع سواد المداد والله أعلم باسراره نعم ذلك الخلق وهو المعبر عنه بالشيئية دون الوجود ليس عن سؤال منهم ولا بأمر يلقيه إليهم وهو بحسب صفاته وأسمائه مشئ الأشياء كما هو بحسب فعله ووجوده موجد الموجودات ومظهر الهويات فشيئية الأشياء برحمة الصفة لا برحمة الفعل وصفات الله لا يعلل هذا كلامه رفع مقامه بأدنى اختصار انك ان تحاشيت بعد عن قوله (س) فمنهم من قال رب أخلقني خلقا قبيحا اه مع أنه سد ثغوره بال سؤال والجواب يقوله لا يق ليس تولى الشئ اه فتذكر التنضير السابق بالمواد المختلفة في هذا العالم فمادة الناس تقول رب أخلقني خلقا حسنا على أحسن تقويم ومادة النسناس تقول رب أخلقني خلقا قبيحا ولو طلب مادة الناس صورة النسناس أو بالانعكاس لانتفى أحد النوعين عن ملك الله ومن تمامية العالم وجود الأنواع الناقصة أيضا فيه كمال قال العرفاء الشامخون ان قلت لا قبيح؟؟ ولا ناقص كما قلت إن التعويج في الدال مرغوب قلت إن كنت في ذلك المقام حالا ومقاما فلا كلام ولا سؤال بلم فلا اعتراض بأنه لم كان الورد ذا شوكة دون شوكة وإذا ترى وردا وشوكا وتلوك بين لحييك طلب اللم لوكا فما ذكر هو جوابك فاقبل ولا تبد غباوة ونوكا مع أن كون كل مهية صادقة على نفسها حملا أوليا
(٨٦)