شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٩١
دخول الشرور في القضاء الأول الإلهي بالعرض انتهى انك على كل شئ قدير كما دل قوله انك قادر على ما تشاء على أصل القدرة دل هذا على عموم القدرة فان متعلق القدرة في الأول ما شاء الله وفى الثاني كل شئ ما شاء الله وما شاء غيره والمخالف في عموم القدرة من ملل غير الاسلام الثنوية القائلون بمبدأين للخير والشر هما يزدان واهر من والمانوية والديصانية القائلون بالنور والظلمة الأول للخيرات والثاني للشرور في مرتبتهم ضمير أكلمن يقول من الاسلاميين بمبدأين مستقلين وان لم يسمهما بهذه الأسماء ولذا قال النبي صلى الله عليه وآله القدرية مجوس هذه الأمة والنصارى القائلون بالتثليث والأقانيم الثلاثة والحرنانيون وهم طايفة من اقدمي المتفلسفة القائلون بالتخميس والقدماء الخمسة اثنان حيان فاعلان هما الباري والنفس واثنان ليسا حيين فاعلين ولا منفعلين هما الدهر والخلاء وواحد ليس حيا فاعلا ولكنه منفعل هو الهيولي ولعل مرادهم بالدهر الزمان وبالخلاء المكان والتعبير عن المكان وهو البعد المفطور بالخلاء في ألسنتهم كثير والمخالف فيه من فرق المسلمين المعتزلة القائلون بالتفويض فقالوا ان الله تعالى أوجد العباد وأقدرهم على أفعالهم وفوض إليهم الاختيار فهم مستقلون بايجاد تلك الأفعال على وفق مشيتهم وطبق قدرتهم والنظام يقول إنه تعالى لا يقدر على القبيح والبلخي يقول إنه تعالى لا يقدر على مثل فعل العبد لان مقدور العبد إما طاعة أو سفه أو عبث وذلك على الله محال وأبو على الجبائي وأبو هاشم يقولان انه تعالى قادر على مثل مقدور العبد وليس بقادر على نفس مقدور العبد وهؤلاء المسلمون ينادون من مكان بعيد فضلا عن أولئك المشركين والتحقيق في المقام مذهب الراسخين في العلم والعرفان وهو الامر بين الامرين من الجبر والتفويض المأثور من أئمتنا المعصومين سلام الله عليهم وهو ان يعلم توحيد الافعال من توحيد الذات لا كالأشعري الذي لم يتخط إلى مقام توحيد الذات ويدعى التصلب في مقام توحيد الافعال ويثبت للعباد القدرة الكاسبة ولله تعالى القدرة المؤثرة فليعرف انه كما لا وجود ولا حقيقة ولا هوية ولا ظهور الا وقيوم الوجودات ومقومها وحقيقة كل حقيقة وهوية كل هو ونور كل نور الواسع كرسي اشراقه سماوات الأرواح وأراضي الأشباح محيط بها وهي منه وبه واليه لا كإحاطة شئ بشئ بل كإحاطة شئ بفيئ وهو الأصل المحفوظ لكل وجود حقيقي والسنخ الباقي لها كما أن النفس الانسانية هو الأصل المحفوظ لجميع اللطايف السبع الانسانية لا انه مجموعها والا لزم التركيب ولا انه واحد منها وإن كان
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»