وهذا مما يمكن تحصيله للواقف على الأصول السالفة انتهى ثم من الأحاديث في هذا الباب كما في الكافي صحيح صفوان بن يحيى قال قلت لأبي الحسن (ع) اخبرني عن الإرادة من الله ومن الخلق قال فقال الإرادة من الخلق الضمير وما يبدو بعد ذلك لهم من الفعل واما من الله تعالى فارادته احداثه لا غير ذلك لأنه لا يروى ولا يهم ولا يتفكر وهذه الصفات منفية عنه وهي صفات الخلق فإرادة الله تعالى الفعل لا غير ذلك يقول له كن فيكون بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همة ولا تفكر ولا كيف لذلك كما أنه لا كيف له قال السيد قدس سره العزيز الضمير هو تصور الفعل وما يبدو بعد ذلك اعتقاد النفع فيه تخيليا أو ظنيا أو تعقليا ثم انبعاث الشوق من القوة الشوقية ثم تأكد الشوق واشتداده إلى حيث يصير اجماعا فتلك مبادى الأفعال الاختيارية فينا والله سبحانه متقدس عن ذلك فنفس علمه السابق اختيار ومشية لأفعاله والإرادة ولا مشية هناك وراء؟؟ الذات ومنها ما روى في الكافي عن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي سئل أبا عبد الله وكان من سؤاله ان قال له فله رضا وسخط فقال أبو عبد الله (ع) نعم لكن ليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين وذلك أن الرضا حال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال لان المخلوق أجوف معتمل مركب للأشياء فيه مدخل وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه لأنه واحد واحدى الذات واحدى المعنى فرضاه ثوابه وسخطه عقابه من غير شئ يتداخله فيهيجه وينقله من حال إلى حال لان ذلك من صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين والصدوق (رض) رواه بعينه في كتاب التوحيد وفيه ان الرضا والغضب دخال يدخل عليه وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه لأنه واحد واحدي الذات واحدى المعنى أقول رضاه الذي هو ثوابه وارادته التي هي احداثه وفعله بما المشية الفعلية التي قد مضى ذكرها لا الذاتية ولا الصفتية اللتان هما رضاء الذات بالذات في أحديته وبالصفات في وأحديته وذلك بقرينة المقابلة فان الرضا الذي هو في المخلوق حال وضمير مع توابعه تدخل عليه إرادة الفعل والرضاء به تطفلا لرضائه بذاته فان رضا المخلوق بذاته لذاته ليس حالا يدخل عليه بل يصحبه منذ وجد كما في العقول المجردة فلا تزيد على ذاتها الوجود وان زادت على ذاتها المهية وقوله (ع) لان المخلوق أجوف انما كان أجوف لان ما هو ذاته مهية
(٧٨)