مسند إليها للحوادث الكونية وباعتبار وجهها العقلي البسيط الدائم ومثالها النوري القائم مستندة إلى الحق القديم وثاني الموضعين كيفية ربط كلية العالم الحادث إلى القديم تعالى شانه وهذا هو الموصوف بالداء العياء وهو يتوجه ويرد على المتكلم القائل بانقطاع الفيض وبالزمان الموهوم لا على الحكيم القائل بعدم انقطاع الفيض لكن المستفيض منقطع وان نور الله تعالى ليس بآفل انما المستنير داثر زايل وان الجواد لا يمسك بل هو باسط اليدين بالعطية انما المستجاد نافد بأيد اعلم أن القول بالحدوث قول فحل ورأي جزل هو قائد العقول ودليلهم على الله تعالى لا سيما القائل بان مناط الحاجة إلى العلة هو الحدوث ولكن بشرط ان لا يصير القائل مستحقا لان يقال فيه حفظت شيئا وغابت عنك أشياء وان لا يصل عثير الحدوث من مثيره إلى ذيل جلال منيره فيجمع كما أشرنا إليه بين حدوث المستفيضات وعدم انقطاع فيض الله تعالى وبالجملة الحق عم نواله ودام أفضاله وصفاته من جوده وتكلمه وجميع ما من صقعه قديم والخلق وما من ناحيته حادث داثر كل شئ هالك الا وجهه ما عندكم ينفد وما عند الله باق وهذا التوفيق انما يوفق له من يقول بالحدوث الدهري الذي هو مسبوقية وجود العالم بالعدم الواقعي الذي في السلسلة الطولية النزولية التي أوعية وجودها الدهر لا العدم الذاتي فقط وهذا هو مذهب السيد المحقق الدماد بوأه الله تعالى في أعلى عليين وقد شرحناه في شرح الأسماء وغيره عند شرح اسمه تعالى القديم فليرجع إليه من أراد أو يقول بالحدوث الزماني والتجدد الذاتي بناء على سيلان الطبيعة في الكل ذاتا وصفة وان الحادث حوادث والعالم عوالم كل منها محفوف بالعدمين السابق واللاحق وهو مذهب صدر المتألهين قدس الله تعالى نفسه وروح رمسه إذا عرفت هذا فاعلم أنه هكذا جرت سنة الله تعالى ولن تجد لسنة الله تبديلا فلابد للحادثين السايرين إلى الله تعالى الطالبين له من جالس بين الحدين ذي حظ من الجانبين ومسافر من الخلق إلى الحق ثم في الحق إلى التخلق باخلاق الله خلقا بعد خلق ثم من الحق إلى الخلق ليقودهم إليه ويدلهم عليه فليكن بباطنه عقل الكل ليتأزر بازار الجبروت ويتردى برداء اللاهوت ويستمد من القوة الزمانية ويعطى الحوادث الكيانية وقد ذكرنا ان العقول في سلسلة العايدات بإزاء العقول في سلسلة الباديات كما بدأكم تعودون نحن السابقون اللاحقون وبظاهره انسانا طبيعيا لحميا ان نحن الا بشر مثلكم ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليه ما يلبسون در بشر روپوش آمد آفتاب
(٣٠)