شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٢٥
ليس المقصود التخصيص بما كان في الماضي بل المعنى هو تعالى عالم بالكائن قبل كونه سواء كان ما كان أو ما يكون في الحال أو في الاستقبال لان الافعال المنسوبة إليه جل شانه منسلخة من الزمان بل المقصود بالكون ما يرادف الوجود ليشمل المبدعات والمخترعات والمكونات كما في الدعاء يا كائن يا مكون يا كينون يا كينان لا الكون المقابل للابداع والاختراع في بعض الاصطلاحات حيث يقال عالم الكون وعالم الكيان ويراد عالم الطبيعة فحسب أو الماضوية باعتبار الكينونة في العلم قبل ان يكون وفى هذه الفقرة الشريفة دلالة على مطلبين أحد هما انه تعالى عالم بجميع ما سواه لعموم الموصول وثانيهما ان علمه بها سابق على وجودها إما المطلب الأول فالبرهان الدال عليه المعتبر عند المحققين من الحكماء والمتكلمين ان ذاته علة لجميع ما سواه وذاته عالم بذاته والعلم بالعلة مستلزم للعلم بالمع (بالمعلول) إما ان ذاته علة لجميع ما سواه فلان العلة المؤثرة المستقلة يجب ان يسد جميع انحاء عدم المع ولا يتأتى ذلك بالعلل الامكانية لان من جملة انحاء عدم معلولها انعدامه بانعدامها ولا يمكنها سد انعدام نفسها فجميع الممكنات ولو كانت غير متناهية في حكم ممكن واحد في جواز طريان العدم عليها فالسد المذكور لا يتمشى الا من العلة الوجوبية فواجب الوجود بالذات مبدء سلسلة الممكنات وساد خلة المحتاجات واما ان ذاته عالم بذاته فلانه مجرد وثبت في مقامه ان كل مجرد عالم بذاته كما أن كل عاقل مجرد وأيضا هو معطى وجود العالمين بذواتهم كالنفوس والعقول ومعطى الكمال أحق به واما ان العلم بالعلة مستلزم بالمع فلان المراد بالعلم بالعلة العلم بحيثية وجهة بها يكون العلة علة كالعلم بالصورة النوعية النارية فان النار علة للسخونة بتلك القوة المسخنة لا بصورته الجسمية أو بمادته وتلك الحيثية قد تكون ضميمة زايدة كما ذكر وقد تكون عين ذات العلة كما إذا فرضت تلك القوة قائمة بذاتها لا بمادة وفى واجب الوجود عين ذاته بلا فرض إذ لا صفة فيه الا صريح ذاته فكما ان وجود حيثية العلية في الخارج لا يتخلف عنه وجود المع كك وجدانها العلمي حضورا أو حصولا والا فلا علية ولا معلولية هف فثبت انه تعالى كما أنه عالم بذاته عالم بما عدا ذاته كلياته وجزئياته مجرداته ومادياته لان الكل معلولاته ثم لما كان علوه تعالى ومجده بذاته كان العلم الذي هو كمال ذاته علمه بذاته تفصيلا وهو بعينه علمه بما عدا ذاته اجمالا والى هنا اتفق المشاؤن والاشراقيون وبعد ذلك اختلفوا فقال المشاؤن علمه التفصيلي بما سواه حصولي أي صور قائمة بذاته تعالى
(٢٥)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»