نفسه والناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل الناصع الخالص من كل شئ نصع كمنع نصاعة ونصوعا خلص والامر نصوعا وضح ولونه اشتد بياضه والحسب ما يعده الانسان من مفاخر آبائه وهو مأخوذ من الحساب وقال في القاموس والحسب ما تعده من مفاخر ابائك أو المال أو الدين أو الكرم أو الشرف في الفعل أو الفعال الصالح أو الشرف الثابت في الاباء أو البال أو الحسب والكرم قد يكونان لمن لا آباء له شرفاء والشرف والمجد لا يكون الا بهم انتهى ولا يخفى انه بجميع معانيه كالناصع يناسب المقام الا المال لكنه أيضا بحسب الظاهر واما بحسب الباطن فالكل له صلى الله عليه وآله اذن لامته التصرف تفضلا منه ورحمة والفرق الذي أبداه أخيرا لم يكن على سبيل التباين وبالجملة مفاخره لا توصف وماثره لا تكتنف سيما الدينية والبالية والفعالية منها تسبيح الحصا وحنين الجذع وشق القمر وينبوع الماء من بين أصابعه وشكاية الناقة وشهادة الشاة المشوية وتكلم الضب وشفاء رمد ابن عمه بريقه وظل الغمام ورؤيته صلى الله عليه وآله من خلفه وكونه لا ظل له وسماع الصوت نائما والعلم بالسنة الحيوانات وانه لا وقع للدنيا في قلبه أصلا وكان مع أهلها في غاية الترفع ومع أهل الفقر والمسكنة في غاية التواضع وكان في أعلى مراتب الفصاحة ولم يقدم على قبيح قط ولم يفر من عدوه قط إلى غير ذلك من مفاخره التي لا تحصى وفى الجمع بين الحسب والشرف المذكور في الفقرة السابقة مراعاة النظير كما في الكاهل والقدم في الفقرة اللاحقة وذروة الشئ بالكسر أعلاه والكاهل مقدم أعلى الظهر مما يلى العنق وهو الثلث الاعلى وفيه ست فقر أو ما بين الكتفين أو موصل العنق والصلب والأعبل الغليظ الأبيض وباعتبار البياض المعتبر فيه بنى على وزن افعل لان الصفة المشبهة من اللون على افعل ولو لوحظ مجرد الغلظ والضخامة بنى على فعل كضخم وصعب كقول الشاعر به جؤجؤ عبل ومتن مخضر قال في القاموس العبل الضخم من كل شئ وهي بهاء جمعه كجبال وعبل ككرم ونصر ضخم وكفرح فهو عبل ككتف وأعبل غلظ وأبيض انتهى وكونه صلى الله عليه وآله أو كون حسبه في ذروة الكاهل الأعبل كناية عن مجده وشرفه وكرم أصله مثل فلان كثير الرماد أي جواد وفى الخلوص والوضوح وشدة البياض المدلول عليها بالنصوع وكون الحسب في كذا على أحد الوجهين وتشبيه المعقول بالمحسوس تأكيد ومبالغة في ظهور حسبه العالي وانه كنار على علم وانه بمكان لا امكان لاحد في انكاره والقدح فيه اشراق نور ولوي لتأويل حسب مصطفوي تأويله انه صلى الله عليه وآله يعد بوجوده الشريف مفاخر آبائه الروحانيين
(٣٣)