والأمان كما قدم على الايمان في دعاء اخر وهو اللهم إني أسئلك الامن والايمان بك وإضافة المهاد وهو الفراش والمهد إليه من قبيل إضافة المشبه به إلى المشبه مثل لجين الماء وذهب الأصيل والفقرة من باب التمثيل لرأفته وشفقته فإنه أشفق بك من الام الشفيقة فهو كالتمثل المركب في قولهم أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى فقد مثل رأفته وعطوفته بعباده بحال أم شفيقة أو أب رحيم عطوف ينيم الولد في المهد مراقبا محارسا له من غير أن يكون في المفردات مجاز وعليه حمل كثير من متشابهات القران مثل قوله تعالى الرحمن على العرش استوى والسماء بنيناها بأيد وغير ذلك وقد قال الحكماء ان الناس للتخييل والتمثيل أطوع منهم للتصديق بل رجح بعضهم كثيرا من القياسات الشعرية على كثير من الخطابيات ومن أمهات الجوالب اليقظة كما قال (ع) تلقينا وأيقظني إلى ما منحنى به من مننه واحسانه أي نبهني عن سنة الغفلة حتى صرت شديد التوجه إلى ما جاد على به منذ أول عمري من عطاياه فحاسبت ووازنت بين طاعاتي القليلة ومننه الكثيرة وتفضلاته الجمة الغفيرة وحسن ترتيبي بان عدلني وسواني بعد تخمير طينتي بيديه المباركتين الجمالية والجلالية ونفخ فيها من روحه والهمنى مصالحي حين كنت في الظلمات الثلث وبعده وألقى في قلب الام من رحمته وعطوفته ولولا أن الرحمة من عنده لما سلب منها الراحمة والدعة للاشتغال بحضانتي ولما آثرني على نفسها وهكذا وكل على جما غفيرا وعددا من الأسباب خظيرا لحفظي وكلايتي حتى بلغت أشدي فوفقني لمعرفته والايمان به علما وايقانا وشهودا وعيانا حتى نوه باسمي في الملا الاعلى كما في دعاء أبى حمزة إلهي ربيتني في نعمك واحسانك صغيرا ونوهت باسمي كبيرا فيا من رباني في نعمه صغيرا ونوه باسمي كبيرا وبالجملة فوجدت طاعاتي في جنب نعمه وآلائه كقطرة في بحر لجي بل لا شيئا في الحقيقة لان الطاعة أيضا بتوفيقه وبحوله وقوته كما قال تبارك وتعالى قل لا تمنوا على اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان فالكل من مننه واحسانه والمنن جمع المنة بالكسر إلى النعمة والمن العطا وكثيرا ما يرد بمعنى الاحسان ومنهما مأخوذ اسمه تعالى المنان واما المنان بمعنى الذي لا يعطى شيئا الا من به واعتده على من أعطاه فلا يطلق عليه تعالى لأنه مذموم في الخلق فضلا عن الخالق جل شانه وفى الأدعية السجادية يا من لا يكدر عطاياه بالامتنان واما قوله تعالى بل الله يمن عليكم فهو من باب صنعة المشاكلة وانه لو جاز عليه الامتنان لكان له المنة علينا لا لنا عليه ثم في قوله ارقدني وأيقظني
(٢٧)