شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٢١
وان بعض الظن اثم أقول المراد بالظن هنا العلم والإدراك المط من باب عموم المجاز أو عموم الاشتراك أو تسمية العام باسم الخاص وانما عبر عنه بالظن لوجهين أحد هما التأسي بالحديث القدسي قال تعالى انا عند ظن عبدي بي ولذا قيل فليحسن العبد ظنه بربه وثانيهما ان العلوم من حيث هي مضافة إلينا ينبغي ان تسمى بالظنون لشباهتها بها سيما ما يتعلق منها بالمبدء فان العقل وان امكنه اكتناه الأشياء الا انه لا يمكنه اكتناه واجب الوجود وانما هي ايقانات بل حق اليقين بما هي مضافة إلى الله الملقى وفى التعبير بالظن عن الظان الذي هو العقل إشارة إلى اتحاد العاقل بالمعقول على ما هو مذهب بعض المحققين وليست الإضافة من قبيل جرد قطيفة واخلاق ثياب سيما على نسخة خطرات الظنون ولا بيانية بل لامية وفقا لقوله ملاحظة العيون واتحاد العاقل والمعقول معناه الصحيح الحقيق بالتصديق امران أحد هما ان المعقول بالذات لا بالعرض ظهور واشراق من العاقل بلا تجاف لذاته من مقامه وظهوره واشراقه المعنوي لا يباينه لقد خلقكم أطوارا فكل معقول شأن من شؤون العاقل وللعاقل في كل شأن من شؤونه شأن ولذاته شأن ليس للشئون فيه شأن فالمعقولات مفاهيمها مجالي اشراق النفس ووجودها فيض النفس المنبسط على كل بحسبه كما أن وجود المفاهيم والمهيات الامكانية في الخارج اشراق الله وفيض الله المنبسط على كل بحسبه الله نور السماوات والأرض وثانيهما ان العاقل في مقامه الشامخ جامع لوجود كل معقول بالذات بنحو أعلى وابسط فهو مقام رتقها وهي مقام فتقه وهو مقام اجمالها وهي مقام تفصيله فهو كالمحدود وهي كالحد وهو كالعقل البسيط وهي كالعقول التفصيلية ثم إن قرب الحق تعالى من الخواطر الربانية واضح فإنها خطاباته وكلماته مع قلوب أرباب القلوب وكلام المتكلم ولا سيما الكلمات التامات المجردات مأخوذة لا بشرط لا يباينه واما قربه من الخواطر الأخرى سيما الملكية فلان وجود تلك الخواطر مضاف إلى الله تعالى بالوجوب فان نسبة الشئ إلى فاعله بالوجوب والى قابله بالامكان وأيضا نسبة حقيقة الوجود إلى الوجود الصرف بالحقيقة والى المهية بالمجاز وأيضا إليه أولا وبالذات واليها ثانيا وبالعرض ولذا قال أمير المؤمنين علي (ع) ما رأيت شيئا الا ورأيت الله قبله وهذا القرب ليس قرب شئ من شئ وانما هو قرب شئ بحقيقة الشيئية من فيئ من حيث هو فيئ ثم إن كون الوجود بشراشره حتى وجود الشيطان والشيطاني ووجود
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»