والمتساويان ما لم يترجح أحدهما بمرجح منفصل لم يقع وذلك المرجح إن كان ممكنا كان الكلام فيه كالكلام في الأول حتى ينتهى إلى مرجح واجب بالذات دفعا للدور والتس ومنها طريقة الحركة للحكماء الطبيعيين وهي ان المتحرك لابد له من محرك غيره إذ المتحرك لا يتحرك عن نفسه فذلك المحرك إن كان متحركا فالكلام فيه كالكلام في الأول حتى ينتهى إلى محرك غير متحرك دفعا للدور والتس وهو الواجب بالذات وقد يستدلون عن متحرك خاص كالفلك والنفس الناطقة والكلام في تفضيل الطريقة الحقة على هاتين الطريقتين كالكلام في طريقة أهل الكلام نعم كما أشرنا أولا هذه أيضا طرق إلى الله تعالى لكن أين ضياء الشمس من ضوء السراج وثانيها ان العقل بأي دليل يستدل عليه ما لم يستودع من حول الله تعالى ولم يستعر من قوة الله ولم يكتحل بنور الله سبحانه لم يعرف شيئا ولله در من قال إذا رام عاشقها نظرة * ولم يستطعها فمن لطفها * اعارته طرفا رآها * به فكان البصير بها طرفها والى هذا ينظر قول من قال في الحمد لله يراد بالحمد القدر المشترك بين المبنى للمفعول والمبنى للفاعل أي المحمودية والحامدية له ومعلوم انه لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وهذا أحد وجوه قوله (ع) رب لا احصى ثناء عليك أي من حيث انا انا وأنت أنت وظاهر انه شرك خفى واثبات وجود مقابل له فكيف يكون التثنية ثناء أنت كما أثنيت على نفسك أي نور وارد منك يثنى عليك بحيث لا أكون في البين وقيل بيني وبينك انى ينازعني فارفع بلطفك انى من البين وقيل وجودك ذنب لا يقاس به ذنب وسئل عارف بم عرفت ربك قالوا بواردات ترد على قلبي من عنده فبقوة العقل من حيث هو عقل لا يمكن ان يتخطى إلى ما هو فوق عالم العقل والجسم بل بقدرة مستعارة من فنائه وبعين ناظرة مستدانة من جنابه لان المدرك لابد ان يكون من سنخ المدرك وفى دعاء أبى حمزة الثمالي عن علي بن الحسين (ع) لولا أنت لم أدر ما أنت وعن العارف الكامل الشيخ عبد الله الأنصاري ما وحد الواحد من واحد إذ كل من وحده جاحد * توحيد من ينطق عن نعته * عارية أبطلها الواحد توحيده إياه توحيده * ونعت من ينعته لاحد وثالثها ان لله تعالى في نوع البشر مظاهر ومرائي هم المثل الاعلى له تعالى وبقية الله وتذكرة الله كما قال صلى الله عليه وآله من رآني فقد رأى الحق وما انسب بالمقام قول مهيار بن مزدويه الديلمي هبي لي عيني واحملي كلفة الأسى
(١٤)