النفس اللوامة والامارة والنفساني من الله إذ اله الكل واحد والقول بالثنوية والقول بالأقانيم الثلاثة والقول بالتخميس من بعض الأقدمين كلها باطل أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار لا ينافى كون بعض الخواطر من الشيطان ومن النفس وتسميتها وساوس وهواجس لان مهيتها وحدودها ونقايصها منهما إذ السنخية بين العلة والمع معتبرة فالوجود معلول الوجود والعدم معلول العدم والمهية معلول كلازم المهية من حيث هي فالطيبات للطيبين والخبيثات للخبيثين والحكم للعنصر الغالب فلإجتلاب العدم في النظام الكلى والنظام الجزئي إلى هذه الآثار واستهلاك الوجود فيها بحيث انها تكاد ان تلتحق بالاعدام أو بالمهيات المطلقة الغير المعتبر فيها الوجود لا يليق الا بالانتساب إلى المبادى المحدودة السرابية ولا يستشعر ذلك الغافل المحجوب والمشرك بالجهة الوجودية النورانية التي من الله فيها حتى لا يسمى وسواسا أو هاجسا والشرافة والخسة والتفاضل بسبب الاستشعار وعدمه فالخير بيديه ولو كان وجودا مستهلكا في الناقصات والسيئات والشر ليس إليه ولو كان الحدود والتعينات في الكاملات والحسنات فله الحمد ومن يجد خيرا في نفسه فليحمد الله ومن يجد شرا فلا يلومن الا نفسه وفى الدعاء إليه يرجع عواقب الثناء وفى الكتاب الإلهي ان تصبك حسنة فمن الله وان تصبك سيئة فمن نفسك وفى الحديث القدسي يا بن ادم انا أولي بحسناتك منك وأنت أولي بسيئاتك منى وليعمم الخير والحسنة حتى يشملا الجهة النورانية والوجه الوجودي في كل شئ فإنهما من الله كما قال تعالى قل كل من عند الله وليعمم الشر والسيئة حتى يشملا الجهة الظلمانية والوجه العدمي وشيئية المهية فإنها من النفس والشيطان وبعد عن ملاحظة العيون لما استفيد من قربه تعالى من خواطر الظنون بالبيان المذكور مشهوديته لأهل الشهود والخواص الذين هم أهل الله المعبود ولعله اوهم الرؤية البصرية اردفه بهذه الفقرة والمراد بالبعد البعد العقلي بمقتضى البرهان لا البعد الذي قد يجامع الامكان ففيه رد على المشبهة الذين يقولون بصحة رؤيته في الجهة والمكان دنيا وعقبى لكونه عندهم جسما تعالى عن ذلك علوا كبيرا وعلى الأشاعرة الذين قالوا بصحة رؤيته في الآخرة منزها عن الجهة والمكان وقد طال التشاجر بين المعتزلة والأشاعرة في مسألة الرؤية فذهب
(٢٢)