شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٢٠
والإحاطة ولكن لابد من الخروج عن جهة التعطيل والتشبيه لان من نفاه فقد أنكر ربوبيته وأبطله ومن شبهه بغيره فقد أثبته بصفة المخلوقين المصنوعين الذين لا يستحقون الربوبية ولكن لابد من اثبات ان له كيفية لا يستحقها غيره ولا يشاركه فيها ولا يحاط بها ولا يعلمها غيره أقول هذا الحديث مثل فقرة الدعاء إشارة إلى أن له تعالى صفات هي عين ذاته وليس له معاني وأحوال زايدة قديمة خلافا للأشاعرة ولا حادثة خلافا للكرامية قال علي (ع) كمال الاخلاص نفى الصفات عنه لشهادة كل صفة انها غير الموصوف ولشهادة كل موصوف انه غير الصفة فمن وصفه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه يا من قرب من خواطر الظنون عند أهل الطريقة وأرباب السلوك الخاطر ما يرد على القلب من الخطاب أو الوارد الذي لا تعمل للعبد فيه وما كان خطابا فهو على أربعة أقسام رباني وهو أول الخواطر ويسمى نقر الخاطر ولا يخطى ابدا وقد يعرف بالقوة والتسلط وعدم الاندفاع وملكي وهو الباعث على مندوب أو مفروض وبالجملة كل ما فيه صلاح ويسمى الهاما ونفساني وهو ما فيه حظ للنفس ويسمى هاجسا وشيطاني وهو ما يدعو إلى مخالفة الحق قال الله تعالى الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء وقال النبي صلى الله عليه وآله لمة الشيطان تكذيب بالحق وايعاد بالشر ويسمى وسواسا ويعير بميزان الشرع فما فيه قربة فهو من الأولين وما فيه كراهته أو مخالفة شرعا فهو من الآخرين ويشتبه في المباحات فما هو أقرب إلى مخالفة النفس فهو من الأولين وما هو أقرب إلى الهوى وموافقة النفس فهو من الآخرين والصادق الصافي القلب الحاضر مع الحق سهل عليه الفرق بينها بتيسير الله وتوفيقه كذا قيل والظن يراد به الاعتقاد الراجح وقد يراد به اليقين كقوله تعالى يظنون أنهم ملاقوا ربهم وقوله تعالى فظن أن لن نقدر عليه كما ذكر المحقق العلامة شيخنا البهائي رحمه الله في الحديث السابع عشر من كتابه الأربعين فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله تعالى وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فقال الرضا (ع) ذلك يونس بن متى (ع) ذهب مغاضبا لقومه فظن بمعنى استيقن ان لن نقدر عليه ان لن نضيق عليه رزقه الحديث وقد يق انه من الأضداد فيطلق على الراجح والمرجوح وعلى الثاني حمل قوله تعالى ان نظن الا ظنا وان الظن لا يغنى من الحق شيئا
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»