التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٢٤٨
هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور 15 أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور 16 أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير 17 وما بطن وإن صغر ولطف لا يعزب عنه شئ ولا يفوته.
روي أن المشركين كانوا يتكلمون فيما بينهم بأشياء فيخبر الله بها رسوله، فيقولون:
أسروا قولكم لئلا يسمع إله محمد (صلى الله عليه وآله)، فنبه الله على جهلهم (1).
* (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا) *: لينة، يسهل لكم السلوك فيها.
* (فامشوا في مناكبها) *: في جوانبها أو جبالها.
قيل: هو مثل لفرط التذلل، فإن منكب البعير ينبو عن أن يطأه الراكب ولا يتذلل له، فإذا جعل الأرض في الذل بحيث يمشي في مناكبها لم يبق شئ منها لم يتذلل (2).
* (وكلوا من رزقه) *: والتمسوا من نعم الله.
* (وإليه النشور) *: المرجع فيسألكم عن شكر ما أنعم عليكم.
* (أأمنتم من في السماء) *: يعني الملائكة الموكلين على تدبير هذا العالم، وقرئ " وأمنتم " بقلب الهمزة الأولى واوا لانضمام ما قبلها، وبقلب الثانية ألفا.
* (أن يخسف بكم الأرض) *: فيغيبكم فيها، كما فعل بقارون.
* (فإذا هي تمور) *: تضطرب.
* (أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا) *: أن يمطر عليكم حصباء.
* (فستعلمون كيف نذير) *: كيف إنذاري إذا شاهدتم المنذر به، ولكن لا ينفعكم

1 - أنوار التنزيل: ج 2، ص 497، س 4.
2 - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج 2، ص 497، س 7.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»