التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١٠٢
قل إن ربى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين 39 * (معجزين أولئك في العذاب محضرون * قل إن ربى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له) *: هذا في شخص واحد باعتبار وقتين، وما سبق في شخصين فلا تكرير.
* (وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه) *: عوضا إما عاجلا أو آجلا.
* (وهو خير الرازقين) *: فإن غيره وسط في إيصال رزقه لا حقيقة لرازقيته.
القمي: عن الصادق (عليه السلام) قال: إن الرب تبارك وتعالى ينزل أمره كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا من أول الليل، وفي كل ليلة في الثلث الأخير، وأمامه ملك ينادي هل من تائب فيتاب عليه؟ هل من مستغفر فيغفر لهم؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ اللهم اعط كل منفق خلفا، وكل ممسك تلفا إلى أن يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد أمر الرب إلى عرشه فيقسم الأرزاق بين العباد، ثم قال: وهو قول الله: " وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه " (1).
وفي الكافي: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) من بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه ويضاعف له في آخرته (2).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) من صدق بالخلف جاد بالعطية (3).
وفي رواية: من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة (4).
وقيل للصادق (عليه السلام): إني أنفق ولا أرى خلفا، قال: أفترى الله عز وجل أخلف وعده؟
قيل: لا، قال: فمم ذلك؟ قيل: لا أدري، قال: لو أن أحدكم اكتسب المال من حله لم ينفق درهما

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٠٤، س ٣.
٢ - الكافي: ج ٢، ص ١٥٤، ح ١٩، باب صلة الرحم.
٣ - الكافي: ج ٤، ص ٢، ح ٤، باب فضل الصدقة.
٤ - الكافي: ج ٤، ص 43، ح 3، باب الإنفاق.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»