قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجرى إلا على الله وهو على كل شئ شهيد 47 قل إن ربى يقذف بالحق علم الغيوب 48 ولو شاء أن يخلقها في أقل من لمح البصر لخلق، ولكنه جعل الإناة والمداراة مثالا لأمنائه، وإيجابا للحجة على خلقه، فكان أول ما قيدهم به الإقرار بالوحدانية والربوبية والشهادة بأن لا إله إلا الله، فلما أقروا بذلك تلاه بالإقرار لنبيه (صلى الله عليه وآله) بالنبوة والشهادة له بالرسالة، فلما انقادوا لذلك فرض عليهم الصلاة، ثم الصوم، ثم الحج، ثم الجهاد، ثم الزكاة، ثم الصدقات، وما يجري مجراها من مال الفئ، فقال المنافقون: هل بقي لربك علينا بعد الذي فرض علينا شئ آخر يفرضه فتذكره لتسكن أنفسنا إلى أنه لم يبق غيره، فأنزل الله في ذلك: " قل إنما أعظكم بوحدة " يعني الولاية، فأنزل الله " إنما وليكم الله ورسوله " الآية (1) (2).
* (قل ما سألتكم من أجر) *: على الرسالة.
* (فهو لكم) *: القمي: عن الباقر (عليه السلام) في هذه الآية قال: وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سأل قومه أن يودوا أقاربه ولا يؤذوهم، وأما قوله: " فهو لكم ": يقول: ثوابه لكم (3).
وفي المجمع: عنه (عليه السلام) معناه إن أجر ما دعوتكم إليه من إجابتي وذخره هو لكم دوني (4).
وفي الكافي: عنه (عليه السلام) يقول: أجر المودة الذي لم أسئلكم غيره فهو لكم تهتدون به وتنجون من عذاب يوم القيامة (5).
* (إن أجرى إلا على الله وهو على كل شئ شهيد) *: مطلع، يعلم صدقي، وخلوص نيتي.
* (قل إن ربى يقذف بالحق) *: يلقيه وينزله على من يجتبيه من عباده.