قل إنما أعظكم بوحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد 46 أقول: كأنه أريد على التقديرين أن أولئك كانوا أحرى بتكذيب رسلهم من هؤلاء، وعليه يحمل ما رواه القمي مرفوعا، قال: كذب الذين من قبلهم رسلهم وما بلغ ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمدا وآل محمد (عليهم السلام) (1)، أو يحمل على أن المراد أن فضائل محمد وآله أحرى بالحسد والتكذيب، وإيتاء محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) إيتاء لهم، فلا ينافي الحديث ظاهر القرآن.
* (فكذبوا رسلي) *: لا تكرير فيه لأن الأول مطلق، والثاني مقيد.
* (فكيف كان نكير) *: أي إنكار لهم بالتدمير، فليحذر هؤلاء من مثله.
* (قل إنما أعظكم بوحدة) *: أرشدكم وأنصح لكم بخصلة واحدة.
* (أن تقوموا لله) *: معرضين عن المراء والتقليد.
* (مثنى وفرادى) *: متفرقين اثنين اثنين وواحدا واحدا، فإن الازدحام يشوش الخاطر ويخلط القول.
* (ثم تتفكروا) *: في أمري وما جئت به لتعلموا حقيته.
* (ما بصاحبكم من جنة) *: فتعلموا ما به من جنون يحمله على ذلك.
* (إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد) *: أي قدامه، في الكافي (2)، والقمي: عن الباقر (عليه السلام) قال: إنما أعظكم بولاية علي (عليه السلام) هي الواحدة التي قال الله (3).
وفي الإحتجاج: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث إن الله جل ذكره أنزل عزائم الشرائع على نبيه (صلى الله عليه وآله) وآيات الفرائض في أوقات مختلفة، كما خلق السماوات والأرض في ستة أيام،