التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٩١
وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين 18 فقالوا ربنا بعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور 19 * (وهل نجزى إلا الكفور) *: إلا البليغ في الكفران، وقرئ بالنون ونصب الكفور.
* (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها) *: بالتوسعة على أهلها.
وقيل: هي قرى الشام (1).
والقمي: قال: مكة (2).
* (قرى ظاهرة) *: متواصلة يظهر بعضها لبعض.
* (وقدرنا فيها السير) *: بحيث يقيل الغادي في قرية ويبيت في أخرى.
* (سيروا فيها) *: على إرادة القول.
* (ليالي وأياما) *: متى شئتم من ليل أو نهار.
* (آمنين * فقالوا ربنا بعد بين أسفارنا) *: أشروا النعمة، وملوا العافية فسألوا الله أن يجعل بينهم وبين الشام مفاوز ليتطاولوا فيها على الفقراء بركوب الرواحل وتزود الأزواد، فأجابهم الله بتخريب القرى المتوسطة، وقرئ بعد.
وفي المجمع: عن الباقر (عليه السلام) " ربنا بعد " بلفظ الخبر (3) على أنه شكوى منهم لبعد سفرهم إفراطا منهم في الترفيه وعدم الاعتداد بما أنعم الله عليهم فيه.
* (وظلموا أنفسهم) *: حيث بطروا النعمة.
* (فجعلناهم أحاديث) *: يتحدث الناس بهم تعجبا وضرب مثل، فيقولون: تفرقوا

١ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٢٥٩، س ١٢.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص 201، س 6.
3 - مجمع البيان: ج 7 - 8، ص 384، في القراءة.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»