التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٩٦
قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلل مبين 24 قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون 25 قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم 26 بعضهم لبعض: " ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير " (1).
* (قل من يرزقكم من السماوات والأرض) *: تقرير لقوله " لا يملكون ".
* (قل الله) *: إذ لا جواب سواه، وفيه إشعار بأنهم إن سكتوا أو تلعثموا (2) في الجواب مخافة الإلزام فهم مقرون به بقلوبهم.
* (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلل مبين) *: أي وإن أحد الفريقين من الموحدين والمشركين لعلى أحد الأمرين من الهدى والضلال المبين، وهو أبلغ من التصريح لأنه في صورة الإنصاف المسكت للخصم المشاغب.
قيل: اختلاف الحرفين لأن الهادي كمن صعد منارا ينظر الأشياء ويطلع عليها أو ركب جوادا يركضه حيث يشاء، والضال: كأنه منغمس في ظلام مرتبك (3) لا يرى، أو محبوس في مطمورة لا يستطيع أن يتفصى منها (4).
* (قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون) *: هذا أدخل في الإنصاف، وأبلغ في الإخبات، حيث أسند الإجرام إلى أنفسهم والعمل إلى المخاطبين.
* (قل يجمع بيننا ربنا) *: يوم القيامة.
* (ثم يفتح بيننا بالحق) *: يحكم ويفصل بأن يدخل المحقين الجنة والمبطلين النار.

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٠٢، س ١٢.
٢ - تلعثم: تمكث وتوقف وتأنى، أو نكص عنه وتبصره. القاموس المحيط: ج ٤، ص 176، مادة " لعثم ".
3 - ارتبك: اختلط، وارتبك الرجل: أي نشب ولم يتخلص. منه (قدس سره).
4 - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج 2، ص 261، س 9.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»