التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٩٥
ولا تنفع الشفعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير 23 * (وما لهم فيهما من شرك) *: من شركة لا خلقا ولا ملكا.
* (وما له منهم من ظهير) *: يعينه على تدبير أمرهما.
* (ولا تنفع الشفعة عنده) *: ولا تنفعهم شفاعة أيضا كما يزعمون.
* (إلا لمن أذن له) *: أن يشفع، وقرئ بضم الهمزة.
القمي: قال: لا يشفع أحد من أنبياء الله ورسله يوم القيامة حتى يأذن الله له إلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإن الله عز وجل قد أذن له في الشفاعة من قبل يوم القيامة، والشفاعة له وللأئمة (عليهم السلام)، ثم بعد ذلك للأنبياء (1).
وعن الباقر (عليه السلام): ما من أحد من الأولين والآخرين إلا وهو محتاج إلى شفاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة، ثم قال: إن لرسول الله (صلى الله عليه وآله) الشفاعة في أمته، ولنا الشفاعة في شيعتنا، ولشيعتنا الشفاعة في أهاليهم، ثم قال: وأن المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر، وأن المؤمن ليشفع حتى لخادمه، يقول يا رب حق خدمتي كان يقيني الحر والبرد (2).
* (حتى إذا فزع عن قلوبهم) *: يعني يتربصون فزعين حتى إذا كشف الفزع عن قلوبهم، وقرئ على البناء للفاعل.
* (قالوا) *: قال بعضهم لبعض.
* (ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير) *: ذو العلو والكبرياء.
القمي: عن الباقر (عليه السلام) وذلك أن أهل السماوات لم يسمعوا وحيا فيما بين أن بعث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) إلى أن بعث محمد (صلى الله عليه وآله) فلما بعث الله عز وجل جبرئيل إلى محمد (صلى الله عليه وآله) سمع أهل السماوات صوت وحي القرآن كوقع الحديد على الصفا، فصعق أهل السماوات فلما فرغ من الوحي انحدر جبرئيل (عليه السلام) كلما مر بأهل سماء فزع عن قلوبهم، يقول: كشف عن قلوبهم، فقال

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٠١، س ١٩.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص 202، س 6.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»