التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٥٢٢
يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم 12 * (ولا تلمزوا أنفسكم) *: ولا يعب بعضكم بعضا.
* (ولا تنابزوا بالألقاب) *: ولا يدع بعضكم بعضا بلقب السوء.
* (بئس الاسم الفسوق بعد الأيمن) *: أي بئس الذكر المرتفع للمؤمنين، أن يذكروا بالفسق بعد دخولهم الإيمان واشتهارهم به.
* (ومن لم يتب) *: عما نهي عنه.
* (فأولئك هم الظالمون) *: بوضع العصيان موضع الطاعة، وتعريض النفس للعذاب.
* (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن) *: كونوا منه على جانب، وإبهام الكثير ليحتاط في كل ظن ويتأمل حتى يعلم أنه من أي القبيل.
* (إن بعض الظن إثم) *: الإثم: الذنب يستحق به العقوبة، في الكافي: عن الصادق، عن أمير المؤمنين (عليهما السلام)، قال: ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يقلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا (1).
وفي نهج البلاغة: إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم يظهر منه خزيه فقد ظلم، وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله، ثم أحسن الرجل الظن برجل فقد غرر (2) (3).

١ - الكافي: ج ٢، ص 362، ح 3، باب التهمة وسوء الظن.
2 - غرر: أي أوقع بنفسه في الغرر، وهو الخطر.
3 - نهج البلاغة: ص 489، قصار الحكم 114.
(٥٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 ... » »»