نقاتلك كما قاتلك بنو فلان، يريدون الصدقة ويمنون (1).
* (قل لم تؤمنوا) *: به، إذ الإيمان تصديق مع ثقة وطمأنينة قلب، ولم يحصل لكم.
* (ولكن قولوا أسلمنا) *: فإن الإسلام انقياد ودخول في السلم وإظهار الشهادة، وترك المحاربة يشعر به، وكان نظم الكلام أن يقول لا تقولوا: آمنا ولكن قولوا أسلمنا أو لم تؤمنوا، ولكن أسلمتم، فعدل منه إلى هذا النظم احترازا من النهي عن القول بالإيمان، والجزم بإسلامهم، وقد فقد شرط اعتباره شرعا.
في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) إن الإسلام قبل الإيمان، وعليه يتوارثون ويتناكحون، والإيمان عليه يثابون (2).
وعنه (عليه السلام): الإيمان: هو الإقرار باللسان، وعقد في القلب، وعمل بالأركان، والإيمان بعضه من بعض، وهو دار، وكذلك الإسلام دار، والكفر دار، فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فالإسلام قبل الإيمان وهو يشارك الإيمان، فإذا أتى العبد كبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى الله عز وجل عنها كان خارجا من الإيمان، ساقطا عنه اسم الإيمان، وثابتا عليه اسم الإسلام، فإن تاب واستغفر عاد إلى دار الإيمان، ولا يخرجه إلى الكفر إلا الجحود والاستحلال، الحديث (3).
وفي رواية: الإسلام: هو الظاهر الذي عليه الناس من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، فهذا الإسلام، والإيمان: معرفة هذا الأمر مع هذا، فإن أقر بها ولم يعرف هذا الأمر كان مسلما وكان ضالا (4).
وعن الباقر (عليه السلام): المسلم: من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن: من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم، الحديث (5).
وفي المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: الإسلام علانية، والإيمان في القلب، وأشار إلى