التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٥١٨
فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم 8 وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحديهما على الأخرى فقتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين 9 وعنه (عليه السلام): الدين: هو الحب، والحب هو الدين (1).
وفي الكافي: عنه (عليه السلام) أنه سئل عن الحب والبغض أمن الإيمان هو؟ فقال: وهل الإيمان إلا الحب والبغض، ثم تلا هذه الآية (2).
* (أولئك هم الراشدون) *: يعني أولئك الذين فعل الله بهم ذلك، هم الذين أصابوا الطريق السوي.
* (فضلا من الله ونعمة والله عليم) *: بأحوال المؤمنين وما بينهم من التفاضل.
* (حكيم) *: حين يفضل وينعم بالتوفيق عليهم.
* (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) *: تقاتلوا، والجمع باعتبار المعنى، فإن كل طائفة جمع.
* (فأصلحوا بينهما) *: بالنصح والدعاء إلى حكم الله.
* (فإن بغت إحديهما على الأخرى) *: تعدت عليها.
* (فقتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله) *: ترجع إلى حكمه وما أمر به.
* (فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل) *: بفصل ما بينهما على ما حكم الله.
قيل: تقييد الإصلاح بالعدل هاهنا لأنه مظنة الحيف من حيث إنه بعد المقاتلة (3).
* (وأقسطوا) *: واعدلوا في كل الأمور.

١ - المحاسن: ج ١، ص ٤٠٩، ح ٩٣١ / ٣٣٣، باب ٣٤ - الحب والبغض في الله.
٢ - الكافي: ج ٢، ص 125، ح 5، باب الحب في الله والبغض في الله.
3 - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج 2، ص 409، س 10.
(٥١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 ... » »»