في المجمع (1)، والقمي: عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الآية، فقال: ما كان له ذنب ولا هم بذنب، ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له (2).
وفي المجمع: عنه (عليه السلام) إنه سئل عنها، فقال: والله ما كان له ذنب ولكن الله سبحانه ضمن له أن يغفر ذنوب شيعة علي (عليه السلام) ما تقدم من ذنبهم وما تأخر (3).
قال بعض أهل المعرفة: قد ثبت عصمته (صلى الله عليه وآله) فليس له ذنب، فلم يبق لإضافة الذنب إليه إلا أن يكون هو المخاطب والمراد أمته، كما قيل إياك أدعو واسمعي يا جارة، قال: " ما تقدم من ذنبك " من آدم إلى زمانه " وما تأخر " من زمانه إلى يوم القيامة، فإن الكل أمته فإنه ما من أمة إلا وهي تحت شرع محمد (صلى الله عليه وآله) من اسم الباطن من حيث كان نبيا وآدم بين الماء والطين، وهو سيد النبيين والمرسلين فإنه سيد الناس، فبشر الله تعالى محمدا (صلى الله عليه وآله) بقوله: " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " لعموم رسالته إلى الناس كافة، وما يلزم الناس رؤية شخصه فكما وجه في زمان ظهوره رسوله عليا (عليه السلام) إلى اليمن لتبليغ الدعوة كذلك وجه الرسل والأنبياء إلى أممهم من حين كان نبيا وآدم بين الماء والطين، فدعا الكل إلى الله، فالكل أمته من آدم إلى يوم القيامة، فبشره الله بالمغفرة لما تقدم من ذنوب الناس وما تأخر منها، وكان هو المخاطب والمقصود الناس فيغفر الكل ويسعدهم، وهو اللائق بعموم رحمته التي وسعت كل شئ، وبعموم مرتبة محمد (صلى الله عليه وآله) حيث بعث إلى الناس كافة بالنص، ولم يقل أرسلناك إلى هذه الأمة خاصة وإنما أخبر أنه مرسل إلى الناس كافة، والناس من آدم (عليه السلام) إلى يوم القيامة، فهم المقصودون بخطاب مغفرة الله لما تقدم من ذنبه، ولما تأخر.
أقول: وقد مضى في المقدمة الثالثة ما يؤيد هذا المعنى.
وفي العيون: عن الرضا (عليه السلام) قال: إنه سئل عن هذه الآية، فقال: لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنما، فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم وعظم، وقالوا: " أجعل الآلهة إلها وحدا " إلى قوله: " إلا اختلق " (4)، فلما فتح الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه وآله) مكة قال تعالى