التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٤٩٥
وينصرك الله نصرا عزيزا 3 هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما 4 له: يا محمد " إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " عند مشركي أهل مكة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدم وما تأخر، لأن مشركي مكة أسلم بعضهم، وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذ دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم مغفورا بظهوره عليهم (1).
وفي رواية ابن طاووس عنهم (عليهم السلام)، أن المراد منه " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " عند أهل مكة وقريش يعني ما تقدم قبل الهجرة وبعدها، فإنك إذا فتحت مكة بغير قتل لهم ولا استيصال ولا أخذهم بما قدموه من العداوة والقتال غفروا ما كانوا يعتقدونه ذنبا لك عندهم متقدما أو متأخرا وما كان يظهر من عداوته لهم في مقابلة عداوتهم له، فلما رأوه قد تحكم وتمكن وما استقصى غفروا ما ظنوه من الذنوب (2).
* (ويتم نعمته عليك) *: بإعلاء الدين، وضم الملك إلى النبوة.
* (ويهديك صراطا مستقيما) *: في تبليغ الرسالة وإقامة مراسم الرئاسة.
* (وينصرك الله نصرا عزيزا) *: نصرا فيه عز ومنعة.
* (هو الذي أنزل السكينة) *: الثبات والطمأنينة. في الكافي: عنهما (عليهما السلام) هو الإيمان (3).
* (في قلوب المؤمنين) *: القمي: هم الذين لم يخالفوا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولم ينكروا عليه الصلح (4).
* (ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) *: يقينا مع يقينهم برسوخ العقيدة، واطمينان النفس

١ - عيون أخبار الرضا: ج ١، ص ٢٠٢، ح ١، باب ١٥ - ذكر مجلس آخر للرضا (عليه السلام) عند المأمون في عصمة الأنبياء (عليهم السلام).
٢ - سعد السعود: ص ٢٠٧ - ٢٠٨.
٣ - الكافي: ج ٢، ص ١٥، ح ١، باب في أن السكينة هي الإيمان. ٤ - تفسير القمي: ج ٢، ص 315.
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»