التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٤٨٢
أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم 29 ولو نشاء لأرينكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعملكم 30 في روضة الواعظين: عن الباقر (عليه السلام) قال: كرهوا عليا (عليه السلام)، أمر الله بولايته يوم بدر، ويوم حنين، وببطن النخلة، ويوم التروية، ويوم عرفة، ونزلت فيه خمس عشرة آية في الحجة التي صد فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن المسجد الحرام، وبالجحفة، وبخم (1).
والقمي: " ما أسخط الله " يعني موالاة فلان وفلان، وظالمي أمير المؤمنين (عليه السلام) " فأحبط أعملهم " يعني التي عملوها من الخيرات (2).
* (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم) *: أن لن يبرز الله لرسوله والمؤمنين أحقادهم.
* (ولو نشاء لأرينكهم) *: لعرفناكهم بدلائل تعرفهم بأعيانهم.
* (فلعرفتهم بسيماهم) *: بعلاماتهم التي نسمهم بها.
* (ولتعرفنهم في لحن القول) *: في أسلوبه وإمالته إلى جهة، تعريض وتورية.
في الأمالي: عن أمير المؤمنين (عليه السلام): قال: قلت: أربع كلمات أنزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه، قلت: المرء مخبوء تحت لسانه فإذا تكلم ظهر فأنزل الله " ولتعرفنهم في لحن القول " (3).
وفي المجمع: عن أبي سعيد الخدري قال: " لحن القول " بغضهم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: وكنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله ببغضهم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: وروي مثل ذلك عن جابر بن عبد الله الأنصاري، وعن عبادة بن الصامت، قال: كنا نبور (4) أولادنا بحب علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإذا رأينا أحدهم لا يحبه علمنا أنه لغير رشده، قال أنس: ما خفي

١ - روضة الواعظين: ص ١٠٦، س ٦.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٠٩، س ٣.
٣ - الأمالي للشيخ الطوسي: ص ٤٩٤ / ح ١٠٨٢ / ٥١.
٤ - باره يبوره: أي جربه واختبره. الصحاح: ج ٢، ص 597، مادة " بور ".
(٤٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 ... » »»