التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٥٠٥
عليه، والمعنى ولولا كراهة أن تهلكوا ناسا مؤمنين بين أظهر الكافرين جاهلين بهم فيصيبكم بإهلاكهم مكروه لما كف أيديكم عنهم.
القمي: أخبر الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه وآله) أن علة الصلح إنما كان للمؤمنين والمؤمنات الذين كانوا بمكة، ولو لم يكن صلح وكانت الحرب لقتلوا، فلما كان الصلح آمنوا وأظهروا الإسلام (1).
ويقال: إن ذلك الصلح كان أعظم فتحا على المسلمين من غلبهم (2).
* (ليدخل الله في رحمته) *: علة لما دل عليه كف الأيدي من أهل مكة صونا لمن فيها من المؤمنين، أي كان ذلك ليدخل الله في توفيقه لزيادة الخير أو الإسلام.
* (من يشاء) *: من مؤمنيهم أو مشركيهم.
* (لو تزيلوا) *: لو تفرقوا وتميز بعضهم من بعض.
* (لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما) *: بالقتل والسبي.
القمي: يعني هؤلاء الذين كانوا بمكة من المؤمنين والمؤمنات لو زالوا عنهم وخرجوا من بينهم لعذبنا الذين كفروا منهم (3).
وعن الصادق (عليه السلام): إنه سئل ألم يكن علي (عليه السلام) قويا في بدنه، قويا في أمر الله؟ فقال: بلى، قيل: فما منعه أن يدفع أو يمتنع؟ قال: سألت فافهم الجواب: منع عليا (عليه السلام) من ذلك آية من كتاب الله تعالى، فقيل: وأي آية؟ فقرأ: و " لو تزيلوا " الآية إنه كان لله تعالى ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين، فلم يكن علي (عليه السلام) ليقتل الآباء حتى تخرج الودائع، فلما خرجت ظهر على من ظهر وقتله، وكذلك قائمنا أهل البيت (عليهم السلام) لا يظهر أبدا حتى تخرج ودائع الله فإذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله (4).
وفي الإكمال: عنه (عليه السلام) ما في معناه بأسانيد متعددة، منها: قال (عليه السلام) في هذه الآية: لو أخرج الله ما في أصلاب المؤمنين من الكافرين، وما في أصلاب الكافرين من المؤمنين " لعذبنا

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣١٦، س ١٢.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣١٦، س ١٤.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣١٦، س ١٦.
٤ - تفسير القمي: ج ٢، ص 316، س 20.
(٥٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 ... » »»