التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٤٨٩
بسم الله الرحمن الرحيم إنا فتحنا لك فتحا مبينا 1 سورة الفتح: مدنية، عدد آيها تسع وعشرون آية بالإجماع.
* (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) *: في المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لما نزلت هذه الآية: لقد نزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا وما فيها (1).
والقمي: عن الصادق (عليه السلام) قال: سبب نزول هذه السورة وهذا الفتح العظيم: إن الله عز وجل أمر رسوله في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين، فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا فلما نزل ذي الحليفة أحرموا بالعمرة وساقوا البدن وساق رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستة وستين بدنة وأشعرها عند إحرامه، وأحرموا من ذي الحليفة ملبين بالعمرة، وقد ساق من ساق منهم الهدي مشعرات مجللات فلما بلغ قريشا ذلك بعثوا خالد بن الوليد في مائتي فارس كمينا ليستقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان يعارضه على الجبال، فلما كان في بعض الطريق حضرت صلاة الظهر فأذن بلال فصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالناس، فقال خالد بن الوليد: لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة لأصبناهم فإنهم لا يقطعون صلاتهم ولكن يجئ الآن لهم صلاة أخرى أحب إليهم من ضياء أبصارهم، فإذا دخلوا في الصلاة أغرنا إليهم، فنزل جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بصلاة الخوف في قوله عز وجل " وإذا كنت فيهم فأقمت لهم

1 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 109، س 1. وفيه: " لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا كلها ".
(٤٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 483 484 485 486 487 489 490 491 492 493 494 ... » »»