بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا 12 ومزينة (1)، وغفار (2)، استفزهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عام الحديبية فتخلفوا واعتلوا بالشغل بأموالهم وأهاليهم، وإنما خلفهم الخذلان، وضعف العقيدة، والخوف عن مقاتلة قريش أن صدوهم (3).
والقمي: هم الذين استنفرهم في الحديبية، ولما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة من الحديبية غزا خيبرا فاستأذنه المخلفون أن يخرجوا معه، فقال الله تعالى: " سيقول المخلفون إذا انطلقتم " إلى قوله: " إلا قليلا " (4) (5).
* (شغلتنا أموالنا وأهلونا) *: إذ لم يكن لنا من يقوم بأشغالهم.
* (فاستغفر لنا) *: من الله على التخلف.
* (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) *: تكذيب لهم في الإعتذار والاستغفار.
* (قل فمن يملك لكم من الله شيئا) *: فمن يمنعكم من مشيئته وقضائه.
* (إن أراد بكم ضرا) *: ما يضركم كقتل أو هزيمة، وخلل في المال والأهل وعقوبة على التخلف، وقرئ بالضم.
* (أو أراد بكم نفعا) *: ما يضاد ذلك.
* (بل كان الله بما تعملون خبيرا) *: فيعلم تخلفكم وقصدكم فيه.
* (بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا) *: لظنكم أن المشركين يستأصلونهم.
* (وزين ذلك في قلوبكم) *: فتمكن فيها.