التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٤٩٨
سيقول لك المخلفون من الاعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا 11 وفي إرشاد المفيد: في حديث بيعتهم له قال: فرفع الرضا (عليه السلام) يده فتلقى بها وجهه، وببطنها وجوههم، فقال له المأمون: أبسط يدك للبيعة، فقال الرضا (عليه السلام): إن رسول الله هكذا كان يبايع الناس فبايعه الناس، ويده فوق أيديهم (1).
* (فمن نكث) *: نقض العهد.
* (فإنما ينكث على نفسه) *: فلا يعود ضرر نكثه إلا عليه.
* (ومن أوفى بما عهد عليه الله) *: وفى في مبايعته.
* (فسيؤتيه أجرا عظيما) *: وهو الجنة، وقرئ " عليه " بضم الهاء " فسنؤتيه " بالنون.
القمي: نزلت في بيعة الرضوان: " لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة " (2) واشترط عليهم أن لا ينكروا بعد ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا يفعله ولا يخالفوه في شئ يأمرهم به، فقال الله عز وجل بعد نزول آية الرضوان: " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم " الآية، وإنما رضي الله عنهم بهذا الشرط أن يفوا بعد ذلك بعهد الله وميثاقه ولا ينقضوا عهده وعقده، فبهذا العقد رضي الله عنهم فقدموا في التأليف آية الشرط على آية الرضوان وإنما نزلت أولا بيعة الرضوان ثم آية الشرط عليهم فيها (3).
* (سيقول لك المخلفون من الاعراب) *: قيل: هم أسلم (4)، وجهينة (5)،

١ - الإرشاد للشيخ المفيد: ص ٣١١.
٢ - الفتح: ١٨.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣١٥، س ٩.
٤ - أسلم: أبو قبيلة في مراد. لسان العرب: ج ٦، ص ٣٥٠، مادة " سلم ".
٥ - جهينة: قبيلة، وفي المثل: وعند جهينة الخبر اليقين. الصحاح: ج ٥، ص 2096، مادة " جهن ".
(٤٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 ... » »»