التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٩
التأليف (1).
وفي الكافي: عن الباقر (عليه السلام) في عدة روايات: أن زينب بنت جحش، قالت لرسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تعدل وأنت نبي، فقال: تربت يداك (2) إذا لم أعدل، من يعدل؟ قالت: دعوت الله يا رسول الله ليقطع يداي؟ فقال: لا ولكن لتتربان، فقالت: إنك إن طلقتنا وجدنا في قومنا أكفاءنا فاحتبس الوحي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تسعا وعشرين ليلة، قال: فأنف الله لرسوله فأنزل الله عز وجل " يا أيها النبي قل لأزواجك " الآيتين فاخترن الله ورسوله ولم يكن شئ، ولو اخترن أنفسهن لبن (3).
وعن الصادق (عليه السلام): أن زينب قالت لرسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تعدل وأنت رسول الله، وقالت حفصة: إن طلقتنا وجدنا أكفاءنا من قومنا، فاحتبس الوحي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشرين يوما (4) قال: فأنف الله لرسوله فأنزل: " يا أيها النبي قل لأزواجك " الآيتين، قال: فاخترن الله ورسوله، ولو اخترن أنفسهن لبن، وإن اخترن الله ورسوله فليس بشئ (5).
وعنه (عليه السلام): أن بعض نساء النبي (صلى الله عليه وآله) قالت: أيرى محمد (صلى الله عليه وآله) أنه لو طلقنا لا نجد الأكفاء من قومنا؟ قال: فغضب الله عز وجل له من فوق سبع سماواته فأمره فخيرهن حتى انتهى إلى زينب بنت جحش فقامت: فقبلته، وقالت: أختار الله ورسوله (6).
وعنه (عليه السلام): أنه سئل عن رجل خير امرأته فاختارت نفسها بانت منه؟ قال: لا، إنما هذا شئ كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) خاصة، أمر بذلك ففعل، ولو اخترن أنفسهن لطلقهن، وهو قول الله تعالى: " قل لأزواجك إن كنتن تردن " الآية (7).

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ١٩٢، س ١٧.
٢ - تربت يداك: أي لا أصبت خيرا. يقال: ترب الرجل: إذا افتقر، أي لصق بالتراب، وأترب إذا استغنى، قال ابن الأثير: وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها الدعاء على المخاطب، ولا وقوع الأمر به كما يقولون:
قاتله الله. منه (قدس سره). راجع النهاية لابن الأثير: ج ١، ص ١٨٤.
٣ - الكافي: ج ٦، ص ١٣٩، ح ٥، باب كيف كان أصل الخيار.
٤ - كأن لفظة التسعة والواو سقطت من قلم النساخ لمخالفته سائر الأخبار. منه (قدس سره).
٥ و ٦ - الكافي: ج ٦، ص ١٣٨، ح ٢ و ٣، باب كيف كان أصل الخيار.
٧ - الكافي: ج ٦، ص 137، ح 3، باب الخيار.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»