التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٤
وأورثكم أرضهم وديرهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شئ قديرا 27 * (فريقا تقتلون وتأسرون فريقا * وأورثكم أرضهم وديرهم) *:
مزارعهم وحصونهم.
* (وأموالهم) *: نقودهم ومواشيهم وأثاثهم.
* (وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شئ قديرا) *: القمي: فلما دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) المدينة واللواء معقود أراد أن يغتسل من الغبار فناداه جبرئيل (عليه السلام) عذيرك (1) من محارب، والله ما وضعت الملائكة لامتها فكيف تضع لامتك؟ إن الله عز وجل يأمرك أن لا تصلي العصر إلا ببني قريظة فإني متقدمك ومزلزل بهم حصنهم، إنا كنا في آثار القوم نزجرهم زجرا حتى بلغوا حمراء الأسد (2) فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاستقبله حارثة بن نعمان فقال له: ما الخبر يا حارثة؟ فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله هذا دحية الكلبي ينادي في الناس ألا لا يصلين أحد العصر (3) إلا في بني قريظة، فقال (صلى الله عليه وآله): ذاك جبرئيل (عليه السلام) ادعوا عليا (عليه السلام) فجاء أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: ناد في الناس أن لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة، فجاء أمير المؤمنين (عليه السلام) فنادى فيهم، فخرج الناس فبادروا إلى بني قريظة.
وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) بين يديه مع الراية العظمى، وكان حيي بن أخطب لما انهزمت قريش جاء فدخل حصن بني قريظة فجاء أمير المؤمنين (عليه السلام) فأحاط بحصنهم، فأشرف عليهم كعب بن أسيد من الحصن يشتمهم ويشتم رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حماره (4) فاستقبله أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: بأبي أنت وأمي

١ - عذيرك من فلان: أي هلم من يعذرك منه، بل يلومه ولا يلومك. الصحاح: ج ٢، ص ٧٣٨، مادة " عذر ".
٢ - حمراء الأسد: موضع على ثمانية أميال من المدينة، إليه انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم أحد في طلب المشركين.
معجم البلدان: ج ٢، ص 301.
3 - وفي نسخة: [لا يصلين العصر أحد]، كما في المصدر.
4 - وفي نسخة: [على حمار]، كما في المصدر.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»