فلو سكت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يبين من أهل بيته لادعاها آل فلان وآل فلان، ولكن الله عز وجل أنزل في كتابه لنبيه (صلى الله عليه وآله): " إنما يريد الله " الآية، وكان علي، والحسن، والحسين، وفاطمة (عليهم السلام)، فأدخلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت الكساء في بيت أم سلمة، ثم قال: اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي، فقالت أم سلمة: ألست من أهلك؟ فقال: إنك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي، وقال: في آخر الحديث الرجس: هو الشك، والله لا نشك في ربنا أبدا (1).
وفي الخصال: في احتجاج علي (عليه السلام) على أبي بكر قال: فأنشدك بالله ألي ولأهلي وولدي آية التطهير من الرجس أم لك ولأهل بيتك؟ قال: بل لك ولأهل بيتك، قال: فأنشدك بالله أنا صاحب دعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهلي وولدي يوم الكساء اللهم هؤلاء أهلي إليك لا إلى النار أم أنت؟ قال: بل أنت وأهل بيتك (2).
وفي احتجاجه (عليه السلام) على الناس يوم الشورى قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير على رسوله " إنما يريد الله " الآية فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كساءا خيبريا فضمني فيه وفاطمة (عليها السلام) والحسن والحسين (عليهما السلام) ثم قال: يا رب هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا غيري؟ قالوا: اللهم لا (3).
وفي الإكمال: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان: أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل أنزل في كتابه: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فجمعني وفاطمة وابني الحسن والحسين (عليهم السلام) وألقى علينا كساءه وقال: اللهم إن هؤلاء أهل بيتي ولحمتي يؤلمني ما يؤلمهم، ويحزنني ما يحزنهم، ويجرحني ما يجرحهم، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وأنا يا رسول الله؟ فقال: أنت أو إنك على خير، إنما أنزلت في، وفي أخي، وفي ابنتي، وفي ابني، وفي تسعة من ولد ابني الحسين (عليهم السلام) خاصة، ليس أحد معنا غيرنا، فقالوا كلهم: نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة رضي الله عنها (4).