التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٤٣
فلو سكت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يبين من أهل بيته لادعاها آل فلان وآل فلان، ولكن الله عز وجل أنزل في كتابه لنبيه (صلى الله عليه وآله): " إنما يريد الله " الآية، وكان علي، والحسن، والحسين، وفاطمة (عليهم السلام)، فأدخلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت الكساء في بيت أم سلمة، ثم قال: اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي، فقالت أم سلمة: ألست من أهلك؟ فقال: إنك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي، وقال: في آخر الحديث الرجس: هو الشك، والله لا نشك في ربنا أبدا (1).
وفي الخصال: في احتجاج علي (عليه السلام) على أبي بكر قال: فأنشدك بالله ألي ولأهلي وولدي آية التطهير من الرجس أم لك ولأهل بيتك؟ قال: بل لك ولأهل بيتك، قال: فأنشدك بالله أنا صاحب دعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهلي وولدي يوم الكساء اللهم هؤلاء أهلي إليك لا إلى النار أم أنت؟ قال: بل أنت وأهل بيتك (2).
وفي احتجاجه (عليه السلام) على الناس يوم الشورى قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير على رسوله " إنما يريد الله " الآية فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كساءا خيبريا فضمني فيه وفاطمة (عليها السلام) والحسن والحسين (عليهما السلام) ثم قال: يا رب هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا غيري؟ قالوا: اللهم لا (3).
وفي الإكمال: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان: أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل أنزل في كتابه: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فجمعني وفاطمة وابني الحسن والحسين (عليهم السلام) وألقى علينا كساءه وقال: اللهم إن هؤلاء أهل بيتي ولحمتي يؤلمني ما يؤلمهم، ويحزنني ما يحزنهم، ويجرحني ما يجرحهم، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وأنا يا رسول الله؟ فقال: أنت أو إنك على خير، إنما أنزلت في، وفي أخي، وفي ابنتي، وفي ابني، وفي تسعة من ولد ابني الحسين (عليهم السلام) خاصة، ليس أحد معنا غيرنا، فقالوا كلهم: نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة رضي الله عنها (4).

١ - الكافي: ج ١، ص ٢٨٧ - ٢٨٨، قطعة من حديث ١، باب ما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة (عليهم السلام) واحدا فواحدا. ٢ و ٣ - الخصال: ص 550 و 561، ح 30 و 31، أبواب الأربعين وما فوقه.
4 - إكمال الدين وإتمام النعمة: ص 278، قطعة من ح 25، باب 24 - ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) في النص على القائم (عليه السلام) وأنه الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام).
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»