التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٧
يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا 28 وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما 29 على دين اليهود عليه أحيى، وعليه أموت، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قدموه فاضربوا عنقه فضربت.
ثم قدم حيي بن أخطب فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا فاسق كيف رأيت صنع الله بك؟
فقال: والله يا محمد ما ألوم نفسي في عداوتك، ولقد قلقلت (1) كل مقلقل، وجهدت كل الجهد، ولكن من يخذله الله يخذل، ثم قال: حين قدم للقتل:
لعمري ما لام ابن أخطب نفسه * ولكنه من يخذله الله يخذل فقدم وضربت عنقه، فقتلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في البردين: بالغداة والعشي في ثلاثة أيام، وكان يقول: اسقوهم العذب وأطعموهم الطيب، وأحسنوا أساراهم حتى قتلهم كلهم فأنزل الله عز وجل على رسوله فيهم: " وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتب من صياصيهم " الآية أي من حصونهم (2).
* (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا) *: السعة، والتنعم فيها.
* (وزينتها) *: وزخارفها.
* (فتعالين أمتعكن) *: أعطكن المتعة.
* (وأسرحكن سراحا جميلا) *: طلاقا من غير ضرار وبدعة برغبة.
* (وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما) *: استحقر دونه الدنيا وزينتها.

١ - قلقل: أي صوت وهو حكاية. وقلقله قلقلة وقلقالا فتقلقل: أي حركه فتحرك واضطرب. الصحاح: ج ٥، ص ١٨٠٥، مادة " قلل ".
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص 189، س 6.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»