ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما 40 * (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) *: على الحقيقة، فيثبت بينه وبينه ما بين الوالد وولده من حرمة المصاهرة وغيرها.
القمي: نزلت في زيد بن حارثة قالت قريش: يعيرنا محمد يدعي (1) بعضنا بعضا وقد ادعى هو زيدا (2).
أقول: لا ينتقض عمومه بكونه أبا للقاسم، والطيب، والطاهر، وإبراهيم، لأنهم ما بلغوا (3) مبلغ الرجال، ولو بلغوا كانوا رجاله لا رجالهم، وكذلك لا ينتقض بكونه أبا للأئمة المعصومين صلوات الله عليهم لأنهم رجاله ليسوا برجال الناس، مع أنهم لا يقاسون بالناس.
في المجمع: قد صح أنه (صلى الله عليه وآله) قال للحسن (عليه السلام): إن ابني هذا سيد، وقال أيضا للحسن والحسين (عليهما السلام) ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا (4).
أقول: يعني قاما بالإمامة أو قعدا عنها.
وقال: إن كل بني بنت ينسبون إلى أبيهم إلا أولاد فاطمة فإني أنا أبوهم (5).
وقد مضى في سورتي النساء (6) والأنعام (7) ما يدل على أنهما ابنا رسول الله (صلى الله عليه وآله).
* (ولكن رسول الله) *: وكل رسول أبو أمته لا مطلقا، بل من حيث أنه شفيق ناصح لهم واجب التوقير والطاعة عليهم، وزيد منهم، ليس بينه وبينه ولادة محرمة للمصاهرة وغيرها.
* (وخاتم النبيين) *: وآخرهم الذي ختمهم أو ختموا به على اختلاف القرائتين.