التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٤٢
والحسن، والحسين، (عليهما السلام)، وذلك في بيت أم سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله)، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله): أمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن، والحسين، صلوات الله عليهم، ثم ألبسهم كساءا له حبريا (1) (2) ودخل معهم فيه، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: أبشري يا أم سلمة فإنك على خير (3).
وعن زيد بن علي بن الحسين (عليهما السلام): أن جهالا من الناس يزعمون إنه إنما أراد الله بهذه الآية أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) وقد كذبوا وأثموا وأيمن (4) الله ولو عنى أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) لقال ليذهب عنكن الرجس ويطهركن تطهيرا، لكان الكلام مؤنثا كما قال: " واذكرن ما يتلى في بيوتكن " (5) " ولا تبرجن " (6) و " لستن كأحد من النساء " (7) (8).
والعياشي: عن الباقر (عليه السلام) ليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية ينزل أولها في شئ وأوسطها في شئ وآخرها في شئ ثم قال: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " من ميلاد الجاهلية (9).
وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال: يعني الأئمة (عليهم السلام)، وولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النبي (صلى الله عليه وآله) (10).
وعنه (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال في حديث: أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض، فأعطاني ذلك، وقال: لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، وقال: إنهم لن يخرجوكم من باب هدى، ولن يدخلوكم في باب ضلالة، قال:

١ - الحبرة: ضرب من برود اليمن ويحرك. القاموس المحيط: ج ٢، ص ٢، مادة " حبر ".
٢ - وفي نسخة: [خيبريا] كما في المصدر.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ١٩٣، س ١١.
٤ - اليمين: القسم، مؤنث لأنهم كانوا يتماسحون بأيمانهم فيتحالفون، والجمع أيمن وأيمان، وأيمن الله، وأيم الله، وأيمن الله بفتح الميم والهمزة وتكسر، وإيم الله - بكسر الهمزة والميم - اسم وضع للقسم، والتقدير: أيمن الله قسمي.
القاموس المحيط: ج ٤، ص ٢٧٩، مادة " يمن ".
٥ و ٦ و ٧ - الأحزاب: ٣٤ و ٣٣ و ٣٢.
٨ - تفسير القمي: ج ٢، ص ١٩٣، س ١٨.
٩ - تفسير العياشي: ج ١، ص ١٧، ح ١، فيمن فسر القرآن برأيه.
١٠ - الكافي: ج ١، ص 423، ح 54، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»