التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٥٩
وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى بينهم وإن الذين أورثوا الكتب من بعدهم لفي شك منه مريب 14 وعن الباقر (عليه السلام): إن الله عز وجل بعث نوحا إلى قومه أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون، ثم دعاهم إلى الله وحده، وأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، ثم بعث الأنبياء على ذلك إلى أن قد بلغوا محمدا (صلى الله عليه وآله) فدعاهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وقال: " شرع لكم من الدين " إلى قوله " من ينيب " فبعث الأنبياء إلى قومهم بشهادة أن لا إله إلا الله، والإقرار بما جاء من عند الله، فمن آمن مخلصا ومات على ذلك أدخله الله الجنة بذلك، وذلك أن الله ليس بظلام للعبيد، وذلك أن الله لم يكن يعذب عبدا حتى يغلظ عليه في القتل والمعاصي التي أوجب الله عليه بها النار، لمن عمل بها فلما استجاب لكل نبي من استجاب له من قومه من المؤمنين جعل لكل نبي منهم شرعة ومنهاجا، والشرعة والمنهاج: سبيل وسنة (1).
* (وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) *: القمي: قال: لم يتفرقوا بجهل، ولكنهم تفرقوا لما جاءهم العلم وعرفوه فحسد بعضهم بعضا، وبغى بعضهم على بعض، لما رأوا من تفاضيل أمير المؤمنين (عليه السلام) بأمر الله فتفرقوا في المذاهب، وأخذوا بالآراء والأهواء (2).
* (ولولا كلمة سبقت من ربك) *: بالإمهال.
* (إلى أجل مسمى لقضى بينهم) *: القمي: قال: لولا أن الله قد قدر ذلك أن يكون في التقدير الأول لقضي بينهم إذا اختلفوا، وأهلكهم ولم ينظرهم، ولكن أخرهم إلى أجل مسمى (3).
* (وإن الذين أورثوا الكتب من بعدهم لفي شك منه مريب) *: قال: كناية عن الذين نقضوا أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4).

١ - الكافي: ج ٢، ص ٢٨ - ٢٩، ح ١، باب (١).
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٧٣، س ١٣. وفيه: " تفاضل أمير المؤمنين ".
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٧٣، س ١٧.
٤ - تفسير القمي: ج ٢، ص 273، س 19.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»