التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٤٦
ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربى إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ 50 وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونا بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض 51 لنفسه بالخير (1).
* (وإن مسه الشر فيئوس قنوط) *: قيل: أي يائس من روح الله وفرجه (2).
* (ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته) *: بتفريجها عنه.
* (ليقولن هذا لي) *: حقي أستحقه لما لي من الفضل والعمل، أو لي دائما لا يزول.
* (وما أظن الساعة قائمة) *: تقوم.
* (ولئن رجعت إلى ربى إن لي عنده للحسنى) *: أي ولئن قامت على التوهم كان لي عند الله الحالة الحسنى من الكرامة، وذلك لاعتقاده أن ما أصابه من نعم الدنيا فلإستحقاق لا ينفك عنه.
* (فلننبئن الذين كفروا بما عملوا) *: فلنخبرنهم بحقيقة أعمالهم، ولنبصرنهم خلاف ما اعتقدوا فيها.
* (ولنذيقنهم من عذاب غليظ) *: لا يمكنهم التفصي عنه.
* (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض) *: عن الشكر.
* (ونا بجانبه) *: وانحرف عنه، وذهب بنفسه، وتباعد عنه بكليته تكبرا، والجانب مجاز عن النفس كالجنب في قوله: " في جنب الله " (1).

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص 267، س 3.
2 - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج 2، ص 351. 3 - الزمر: 56.
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 351 353 ... » »»