التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٦٢
من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب 20 على ما اقتضته حكمته (1).
* (وهو القوى العزيز) *: المنيع الذي لا يغلب.
* (من كان يريد حرث الآخرة) *: ثوابها شبهه بالزرع من حيث أنه فائدة تحصل بعمل الدنيا ولذلك قيل: الدنيا مزرعة الآخرة (2).
* (نزد له في حرثه) *: فنعطه بالواحد عشرا إلى سبعمائة فما فوقها.
* (ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها) *: شيئا منها على ما قسمنا له.
* (وماله في الآخرة من نصيب) *: إذا الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.
القمي: عن الصادق (عليه السلام) المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما الله لأقوام (3).
وفي الكافي: عنه (عليه السلام) من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا والآخرة (4).
وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) من كانت نيته الدنيا فرق الله عليه أمره، وجعل الفقر بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت نيته الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة (5).
وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قيل له: " الله لطيف بعباده يرزق من يشاء " قال: ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، قيل: " من كان يريد حرث الآخرة " قال: معرفة أمير المؤمنين، والأئمة (عليهم السلام)، قيل: " نزد له في حرثه " قال نزيده منها يستوفي نصيبه من دولتهم " ومن كان يريد حرث الدنيا

١ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٣٥٦، س ٧.
٢ - أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٣٥٦، س ٩.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٧٤، س ١٧.
٤ - الكافي: ج ١، ص 46، ح 2، باب المستأكل بعلمه والمباهي به.
5 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 27، س 13.
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»